الرأي السياسي
إن كنت من اصحاب الرأي و الرأي السياسي تحديداً كاتباً كُنتَ او متحدثاً او ناشطاً في السوشل الميديا او متلقياً له ، فإن هذا المنشور مخصوصاً اليك ..
منشوري هو دفاع عن حرية الرأي السياسي "المجرد" و تأكيداً لأهميتهُ ، اولا يجب أن تعلم انه لا يحق لأحد أن يبحث في النوايا و الدوافع لأن المسألة نسبية برمتها ، و في ظل الارث السياسي المحلي و كمية التناقضات و الانقاض السياسية في الوعي المجتمعي التراكمي ، لذا كل صاحب رأي سياسي له دوافعة التي يراها هو صواب مهما ناقضت رأي سياسي آخر( كقيمة و مبدأ )...
لا ننكر ابدا ان الرأي السياسي للبعض مجرد وظفية و مصدر للدخل ، و البعض منهم مجرد رد فعل شخصي لمعاناة مر بها مع شخصية سياسية أو مرفق حكومي ، و هناك النادرون اصحاب الدوافع الوطنية الواعية ، و هناك المنتقد اليائس القادر على تسليط الضوء على السلبيات مهما صغر حجمها ، و هناك ما يوصف بالمطبل و الذي يتخصص في المُبالغة في مدح جهة او شخص في كل صغيرة و صغيرة بغض النظر عن الصوائب و الخطأ ...
على كل حآل التنوع في الرأي السياسي امر طبيعي ناتج عن تنوع الناس في الفهم و النشأة و المبادئ و التوجهات الفكرية هذا التنوع يُنتج افهام و آراء سياسية قد" تلتقي او تختلف " في كثير من القاضيا الانسانية المشتركة التي تتفق مع خصوصية المجتمع و الارض و الانسان ...
دور الرأي السياسي من وجهة نظري الشخصية تتمثل في تعزيز قيم التعايش و المواطنة و التنمية و الحقوق الانسانية و على رأسها الحق السياسي ، لكن الواقع ان دور الرأي السياسي في بلدي مناقض تماما لما يجب أن يكون فهو بوابة الخلاف و الشقاق و تبرير لأنتهاك حقوق الانسان و تعطيل لعجلة الحياة السياسية و التنمية الاقتصادية ...
و هنا يحق لنا ان نتسائل عن السبب ؟!
هل المشكلة في "اسلوب" مرسل الرأي السياسي أم في "سوء فهم" متلقيه أم في الرأي السياسي نفسه ؟!
هل المشكلة في "انعدام الضمير" عند المرسل للرأي السياسي أم "جهل" المتلقي "بخطورة" القبول و الموافقة لبعض الآراء التي تتعارض مع قيم و مبادئ حقوق الانسان؟!
فاذآ ما أعتبرنا أن الرأي السياسي "دواء شافي" للمشكلات السياسية و الحياتية في المجتمع ، فإن صاحب الرأي السياسي يجب أن يكون طبيباً "متخصصاً" واعياً حرصياً و مخلصاً و متابعاً "للمرض" الى أن يتم الشفاء ؛ اذاً تلقيك للرأي السياسي و العمل به من غير المتخصصون به كشراء العلاج من نجار بوصفة طبية كتبها مكوجي !!!
لذا أن ايجاد صاحب الرأي السياسي الرشيد هو أول خطوة في اتجاة حياة سياسية تصالحية بناءة لمجتمعاتنا المنهكة فإيجاد الرأي السياسي المدرك لآلية النهوض نحو المستقبل و طريق الخروج من متاهة الماضي و كيفية السير بالمجتمع بخُطى من الوعي و التنوير نحو الحياة هي اولوية ملحة ..
توقفت عن الكتابة السياسية لأكثر من سنتين و اكتفيت بالانسانيات و الاجتماعيات و قصص من الحياة و عودتي للكتابة السياسية انما هو ادراكاً مني ان الوعي السياسي و طريقة تفكير السياسي و وعي وفهم و تحرر المتلقي هي الخطوة الاساسية الصحيحة الاولى لحياة تليق بمن نحبهم و نتشارك معهم العيش في ارض تدعى اليمن ...
٣٠ يونيو ٢٠١٨
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها