ظاهرة العباهلة والماركسية
في بداية الثمانينات كان والدي حفظه الله وزيرا للتربية والتعليم، وروى لي ان الرئيس آنذاك علي عبد الله صالح زار عدن في زيارة رسمية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت حكومتها متحالفة مع الاتحاد السوفيتي الماركسي وتدور في فلكه بل وتحاكيه في الكثير من قوانينه ومناهجه وفلسفته للحياة، وكان والدي احد أعضاء الوفد، وكانت الزيارة في إطار التمهيد للوحدة اليمنية.
وروى لي والدي ان القيادة الجنوبية تعمدت احراج الرئيس صالح للتوقيع على اتفاقية توحيد المناهج التعليمية التي أعدوها هم، وان صالح كاد ان يوقع على الاتفاقية محرجا، غير ان الوالد باعتباره وزيرا للتربية والتعليم تدخل قائلا يا فندم الجوانب الفنية علينا نحن الوزراء سنجلس معا ونعد اتفاقية ونوقعها، موحيا للرئيس صالح بأن على الزعماء الجوانب الاستراتيجية والجوانب الفنية على المختصين، فسر الرئيس صالح بذلك وقال تمام وتراجع عن التوقيع.
قال الوالد، كان التوقيع سيعني كارثة فمثلا هم في مناهجهم يعتبرون الأسود العنسي بطلا ومثالا يحتذى به.
تذكرت تلك القصة وانا اتابع منشورات من يسمون أنفسهم بالعباهلة وأدركت ان للمسألة عمق ترايخي يستهدف الأمة ودينها وتاريخها، عمقا يجهله كثير ممن فتكت بهم الأحداث وعصفت بهم الفتن، يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك…
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها