ضحايا المناطقية المقيتة.. الشاب جلال السعيدي انموذجا
على مدى شهر رمضان الماضي كتب الصحفي اللبناني الكبير سمير عطا الله مقالات في أخيرة " الشرق الأوسط " بعنوان " وجوه من رمضان " كتب عن شخصيات عربية رأى أنها أثرت الحياة العربية مذكرا بجهود هؤلاء الأعلام في تحسين الحياة والنهوض بالإنسان مثلا باني الإقتصاد المصري طلعت حرب والمناظل اليمني أحمد النعمان والعلامة السوري معروف الدواليبي ورجل المصالحات السوداني المشير عبد الرحمن سوار الذهب ورجل العود في الكويت صباح الأحمد وفي القائمة الرمضانية شخصيات منها رفيق الحريري ورياض الريس في لبنان والشيخ الشعراوي في مصر وغيرهم .
في اليمن على مدى قرن مضى هناك شخصيات كثيرة بذلت جهودا كبيرة لتحسين الحياة والنهوض بالإنسان شخصيات لها جهود وعطاءات كبيرة لكن التعصب الحزبي والمكايدات السياسية وداء المناطقية والاختلاف الفكري جعلنا نغمط الناس أشياءهم وننكر جهود بعضنا ولا نتعامى عنها ونقلل من شأنها ونسخفها بينما تتفاخر كل شعوب العالم برموزها وقادتها ورجالات الفكر والعلم والسياسة والإقتصاد فيها نشتم بعضنا ونهاجم رموزنا ونشيطنهم وننكر جهودهم وكأننا خليط من الهمج يقتل بعضنا بعضا بينما لدينا من الكفاءات والقدرات ما يكفي لحل مشاكل العالم لكنهم محاربون مهمشون يتوزعون في الدول والمنافي .
مخترعون ومبدعون يمنيون ينجحون خارج وطنهم يبدعون وينالون الجوائز والمراكز المرموقة ويطلقون مشاريعهم ويصبحون رموزا للنجاح والتفوق ولو ظلوا في اليمن لقتلوا في جبهات الاستنزاف أو في غارة خاطئة أو لماتوا جوعا ومرضا أو لتحولوا لمشاريع استهلاك آنية تتجلى في منشورات عدمية في مواقع التواصل والمواقع الاخبارية .
ساستنا اضاعوا بلدهم وهم يكايدون ذلك الحزب ويناكفون تلك الجهة ويحاربون تلك الشخصية فسلموا قرارهم وأمر بلدهم للجار القريب والأجنبي الغريب والآن ينتظرون منهم إعادة الأمور إلى كانت عليه. !
والنخبة اليمنية بدلا من نقد الساسة وتصويبهم وتبني مبادرات تحل مشاكل الواقه تخندقت هذه النخبة وراء أخطاء وفجور الساسة في واقع محزن يؤكد مدى سلبية هذه النخبة وعدميتها .
ويستمر مسلسل استهداف الإنسان والإنسانية في اليمن عبر الحروب وتوابعها وعبر المناطقية والانفلات الأمني والاغتيالات والتصفيات الاي تحدث في المناطق المحررة ومناطق سيطرة الحوثيين وان كانت أكثر ظهورا في مناطق الشرعية خصوصا عدن وتعز .
صدقوني مازلت غير مصدق حتى اللحظة ان يقتل مسلح يمني في الضالع أخيه اليمني القادم من محافظة شمالية الممثل المسرحي الشاب جلال السعيدي لمجرد انه من محافظة شمالية في تصرف مناطقي همجي ارعن حيث لا عصمة للدم ولا حرمة ولا كرامة للإنسان وما تزال الحكومة الشرعية والأجهزة المعنية صامتة وكأن هذه الجريمة وقعت في كوكب آخر !!
الحمد لله الذي عافى الله أبناء الشمال من هذه المناطقية المدمرة والا لما اتسعت المحافظات الشمالية لكل قادم من الجنوب واحتضنته بحب وترحاب .
هذه المناطقية المقيتة اذا لم يتم إخماد نيرانها ستتوسع وتلتهم الكثير من أبناء اليمن حتى يقتل أبناء هذه المحافظة أبناء المحافظة الأخرى وحتى يقتل أبناء المديريات والعزل أبناء المديريات والعزل الأخرى ونصبح أضحوكة العالم.
نحن اعداء أنفسنا حتى يرزقنا الله من العقل والفكر ما نعيد به النظر لأنفسنا للإنسان اليمني رأسمالنا الأول ونتوقف عن قتل بعضنا بالسلاح والكلمة وشتى أنواع القتل والتدمير الحسية والمعنوية .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها