بذور الخير وقطوفها التكافلية المجتمعية
في قرية من قرى اليمن محافظة اب مخلاف العود وادي بنا ، قرية حضرية من جملة القرى التي عانت ما عانته جرى الحرب العبثية الظالمة ونوائب ظلم حكام الهضبة الشمالية على مدى سنين.
هذه القرية كانت حالة خاصة على مستوى المنطقة والمخلاف بكامله ، حيث عرفت التعليم الابتدائي منذ نهاية الستينيات ، وكانت مدرسة ( قتبان) هي الصرح التعليمي الذي ضم بين جوانبه تلامذة القرية والقرى المجاورة ، وكانت القرية حاضنة من حواضن المقاومة الوطنية الشعبية ومنها أبرز قاداتها تلك المقاومة ( الجبهة الوطنية) التي قارعت السلطة الباغية لحكام الهضبة الشمالية في أوائل السبعينات ، وأبرز رجالها ممن تصدوا لحملات التدمير والفيد التي كانت تزحف على المنطقة الوسطى ، ومنها القرية التي تضررت جراء ذلك الظلم العبثي الباغي ، وظلت عدة بيوت شاهدة على ذلك حتى الآن جراء ما نالته من حرق وتدمير لأن رجالها رفضوا تسلط تلك السلطة الباغية ، وقارعوها بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير يشهد لها شموخ جبل العود ( التاريخ العريق والحضارة الضاربة جذورها في اطناب القرن الرابع ق. م) .
ما اشبه الليلة في البارحة ، في ظل هذه الحرب العبثية الظالمة التي كيدت زمامها على بلادنا واصبحت أعباءها ثقيلة وشديدة الوطأة على شعبنا اليمني الذي أصبحت أرضه رهنا للمشاريع الصغيرة التي تفتك بالنسيج الاجتماعي الوطني اليمني بحصان ( طروادة) العصر بداية من عفاش حتى الكيد لليمن برمتها بواسطة مليشيات تتبع المشاريع الصغيرة لقوى دولية واقليمية نافذة ترى في بلادنا مسرحا ومشهدا وسوقا لتجارة بيع الضمير والسلاح وتجارب اخبث الأسلحة التدميرية على مستوى المنطقة ، في ظل هذا السواد العبثي ، هناك حيث يكمن شباب في ربيع العمر وعقول نيرة وأفكار خلاقة ، حيث تتفتق الفكرة عن بذرة لتصبح شجرة قطوفها يانعة تؤتي اكلها كل حين ، في قرية ذي الدروب مخلاف العود وادي بنا تفتقت فكرة لدى رجال ذوي عقول شابة هم بذرة الحاضر وقطوف خير المستقبل التكافلي المجتمعي في معالجة إشكالية أعباء زواج الشباب التي اثقلت وطأتها هذه الحرب العبثية الظالمة التي شارفت السنة السادسة ذلك الزواج الذي يعد نصف دين الشاب وبناء أسرة سعيدة كبنية أساسية في المكون الإنساني المجتمعي.
بدأت بذرة هذه الفكرة الخيرة لدى شباب ( آل العودي) ..مستخدمة وسيلة ( الواتس) سبيلا للتواصل والتكاتف والتكامل والتكافل المجتمعي وللم الشمل وربما تعد هذه ظاهرة فريدة في خلخلة مفهوم ابن خلدون في الانهيار المجتمعي الذي يصاحب ويعقب حروب المشاريع العبثية الصغيرة التي تنذر بانهيار المجتمعات وزوال حكم الولاة وعموم الفوضى ( الفتنة) التي حذرنا منها رب العرش العظيم ، والنبي الامي خاتم الانبياء والمرسلين ، تجاه هذه الحرب العبثية التي كلفت إفلاس خزينة الدولة وعبثية المشاريع الصغيرة تفتقت فكرة شباب ( آل العودي) في إنشاء صندوق تكافلي مجتمعي في سبيله ماض إلى إنشاء جمعية وطنية شبابية مجتمعية تكافلية ذاتية عن طريق إنشاء غرم مسهل يقدر عليه الجميع صغيرهم وكبيرهم للجميع داخل البلاد وخارجها. حتى أصبح أنه بالإمكان توفير كلفة زواج شبه جماعي للشباب في سن الزواج. .وبما تمتاز به هذه الجمعية من عقول نيرة تديرها تمتاز بتلاقح الأفكار لتثمر عن شهد ضيا المعرفة وسناء سبيل الاستنارة بالرؤى المفيدة الخلاقة. .لاشك بأنه ستتفتق عن هذه الفكرة البذرة المفيدة أفكار خلاقة سيكون قطافها قطوف خير عظيمة ستكبر مستقبلا ويزداد خيرها مع تحسن الظروف وستكون نواة لتكافل مجتمعي سيعم القرية بكل مكونها الاجتماعي التكافلي ، وربما ستصبح نواة لفكرة واتجاه يعم جميع القرى وتشمل الإقليم اليمني كله.
والفضل يعود لله- سبحانه وتعالى- وتلك العقول والأفكار النيرة الإيجابية التي تتفتق عن كل جميل ومفيد.
وقد حظيت هذه الفكرة بترحيب ( آل العودي ) كافة صغيرهم وكبيرهم وأصبحت متسعا لدعوة المكون الاجتماعي للقرية لتصبح جمعية تكافلية مجتمعية وطنية يمنية الانتماء إنسانية شاملة الدلالة بما حمله برنامج نظامها العملي الداخلي من مدلولات تكافلية مجتمعية إنسانية أخلاقية حظي بترحيب منقطع النظير من الجميع داخل الوطن وخارجه خلاصة فكر شبابي مجتمعي شوروي يقود هذه الفكرة البذرة لتصبح شجرة قطوفها دانية تؤتي اكلها المفيدة خلاصة الغاية ومحظ الهدف التكافلي المجتمعي كل حين ، لتجتاز عوائق وظروف هذا الزمن الاستثنائي لهذه الحرب العبثية الظالمة.
عبد الفتاح العودي
* مدير إدارة الإعلام والنشر التربوي والعلاقات العامة مكتب التربية والتعليم- عدن
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها