الأمن ”الشحطة”
شاركت في تغطية أخبار مظاهرات 2005 في صنعاء و التي اندلعت بعد جرعة سعرية نفذتها أجهزة السلطة ضد الشعب، خرج الناس و انتشرت وحدات الجيش جوار الجامعة الجديدة و في ميدان التحرير، الدبابات أخذت مواقعها، و كل هذا لم يكن مهماً، المهم هو منع تصوير المظاهرات من قبل السلطات، و انفرادها بنشر ما تريده.
الصحف المحلية نشرت أخبار مصورة في اليوم التالي لاندلاع المظاهرات وفيها أن كاميرات المراقبة في الشوارع التقطت صوراً لمن قاموا بإثارة الشغب، كانوا يحملون الحجارة في أيديهم ويضعون على رؤوسهم "السماطات" ويرتدون بنطلونات وجاكتات جنز و أجسامهم تفوق أجسام اليمنيين طولاً، انتشرت شائعة تفيد "بأنهم من فلسطين" و أن هناك إختراقاً أمنياً خطيراً، تتبعته فإذا بهم مجرد "سُمع" و بلاطجة ومتسكعي حارات صنعاء وهم من المتعاونين مع الأمن الذي قبض عليهم و أفرج عنهم ثاني يوم بعد أن أكتشفوا أنهم "من أهل الدار" .
كان الأمن مسيطراً على سير المظاهرات وعلى حركة الشارع وهناك تبادل أدوار بين الشرطة والبلاطجة، فالسلطة لها بلاطجتها في كل وقت ، وقد استخدمت السلطات بلاطجتها في 2011 إبان اندلاع ثورة التغيير في ربوع البلاد، لكن الشارع حينها كان أكبر من فهلوة "شغمة" بلاطجة.
"سارق الشماط" الذي شغل وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً تبدو عليه التقوى فعيونه مكحلة و "مابش حتى نسوان يتكحلين في رمضان" لكنه مكحل -ربما خلقه- سُمعة و مكحل و ولي من أولياء الله، يقال أنه كان مجاهداً ضد الدواعش في تعز و لكونه ولي الله فقد سلمه الله و عاد الأصل من تعز إلى صنعاء بدل أن تعود صورته في برواز ملفوف بكوت مخطط وسماطة مليئة بالبردقان.
مليشيات الهاشمية السياسية هي من ورثت النظام القديم، و هي تجيد لعبة الأمن "الشحطة" و لذلك أحضرت اللص خلال خمس ساعات، مع العلم أن الضحية أختفت و لم يبحث عنها جماعة السوشل ميديا الباحثين عن لايكات، اكتسرت وإلا ماتت وإلا اصطرعت يعلم الله بحالها، المهم أن السارق أعترف بشحطة الأمن و أعترف متى نفذ العملية و متى ألقي عليه القبض، لم يتبق إلا أن يشكر العيون الساهرة التي ألقت عليه القبض..
يعود بروز "الأمن الشحطة" في مناطق الحوثيين لسببين الأول أن كل اللصوص في تلك المناطق تحولوا إلى مليشيات تتبع المليشاوي الكبير القابع في كهفه بصعدة.
السبب الثاني: تم إرهاب المواطنين في مناطق سيطرة مليشيات الانقلاب، ولا يوجد بينهم عصابات تعمل على الإخلال بالأمن وجلهم من الخايفين والمضطهدين الذين منعتهم الظروف من الفرار من هذه المناطق وينتظرون بفارغ الصبر عودة الدولة ودخول الجيش الوطني لتلك المناطق.
ولذا قلت الجريمة بمعناها البسيط في تلك المناطق التي تحول كل المجرمين فيها إلى أمن و شرطة و جيشاً للرب، فصنعاء على سبيل المثال ليس فيها لصوص غير مشرفي الله المتبردقين و هؤلاء معصومين من إرتكاب السرقة أمام كامرات المراقبة، لأنهم بعد استيلائهم على المؤسسات الحكومية و الخاصة صاروا هم من يتحكمون في كاميرات المراقبة في الشوارع، و هذا هو سر الأمن و الأمان في مناطق سيطرة مليشيات الانقلاب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها