النفط فرَّق العرب ..!
عدنا من جديد للحديث عن كنوز النفط في اليمن.. حتى سقطرى العزيزة قالوا إنها تعوم على بحيرة نفط ..! نريد هذه الجزيرة العزيزة كما خلقها الله جميلة ووادعة وساحرة دون نفط.. وحتى الجوف فهو في أعيننا بدون نفط أيضا ..النفط قد يكون أحيانا نقمة من عدة أوجه وليس نعمة..هناك من يقول : النفط فرق العرب .. وأثار حولهم الأطماع ، وهزمهم أيضا ..
العصر الذهبي للنفط على وشك المغادرة، أو أنه قد غادر بالفعل .. وعما قريب، ولأسباب كثيرة أهمها التطور التكنولوجي، ستكون أهمية النفط الإستراتيجية حكاية من التاريخ..
وحتى في العصر الذهبي للنفط، هناك دول نامية لا توجد فيها قطرة نفط واحدة، تطورت حتى فاقت اقتصادياتها الكثير من دول النفط، مثل كوريا الجنوبية..وهناك دول تعملقت أكثر في كل ميدان، مثل الصين والهند وهي تستورد جل احتياجاتها من النفط..
وهناك دول غنية بالنفط مثل نيجريا وفنزويلا ، والعراق الان ، لكن الحياة فيها بائسة والفقر مدقع ..
مساحة كوريا الجنوبية تسعين الف كيلو متر مربع ، يسكنها حوالي خمسين مليون إنسان، ومتوسط دخل الفرد فيها يفوق دول نفطية كثيرة ..وكلمة السر في نجاح كوريا الجنوبية هو بناء الإنسان تعليما وتأهيلا وقيما بناءة ..وبالتاكيد ، بسط العدل وتطبيق القانون ، على الكبير قبل الصغير ، فرئيستها السابقة، بارك، في السجن بسبب تهمة متواضعة بالفساد..وقفز رئيس كوري سابق من جبل شاهق لينتحر ،لأن زوجته اشتركت في صفقة فساد..
لو تم التركيز في بلادنا ، في الخمسين سنة الماضية على بناء الإنسان علما وتأهيلا وقيما، وتم تبني مبدأ الحزم والعدل، لكان حالنا مختلف ..
من جديد ، وأكثر من أي وقت مضى، لا مجال لانتشال اليمن من وضعها المؤسف ، سوى بناء الإنسان..
على المدى المتوسط والبعيد، لننسى الهيام بحكاية النفط.. ! ولنتجاوز المفاهيم والعقائد البالية، التي خلقت عالم الحوثي وأشباهه ونظائره ..ونضبط عالم القات ايضا ..!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها