كما يشكل الدماغ الثقافة ، كذلك تشكل الثقافة الدماغ "
بإمكانك تغيير كل الأشياء ، حتى تركيبة دماغك بدوائره الكهربية وخرائطه الذهنية وشبكاته العصبية حتى الدماغ لديه صفة اللدونة ويتغير. التفكير والتصورات والثقافة والتعلم والفعل يمكن أن تشغل جيناتنا أو توقفها عن العمل ، مُشكلة بالتالي التركيب البنيوي لدماغنا وسلوكنا ، وهذا الاكتشاف هو بكل تأكيد واحد من أكثر الإكتشافات إستثنائية في القرن العشرين.
هناك أشخاص ولدوا عميانا ولم يروا العالم منذ ولادتهم وآخرين أصيبوا بجلطات وسكتات دماغية وأكدوا لهم انهم غير قابلين للشفاء ، ولكنهم تعافوا باستخدام علاجات اللدونة العصبية
علاجات هنا لا تحيل الى العقاقير وإنما لشيء اقرب الى تبني رؤية جديدة للحياة والإيمان بها والقيام بتمارين محددة ووصفات أشبه بتغيير سلوك ما أو نمط حياة أو حتى لعبة معينة وبرامج كمبيوترية تساعد في تحفيز الدماغ لتغيير خرائطه وطرائق عمله أو تحفيز هرمونات معينة
هذا الكتاب ليس علاجيا ولا متخصصا بعلوم الدماغ بقدر ماهو رؤية جديدة متجاوزة للحياة ومن واقع سرد تطورات علمية استثنائية تقدم الرؤية الحدسية والتصورات الذاتية متجاورة مع البحوث العلمية ومتداخلة فيها.
عنوان الكتاب : ( الدماغ
وكيف يطور بنيته وأداءه )
تأليف الدكتور نورمان دويدج
وهو يعرض تطور أبحاث اللدونة العصبية وعلم الدماغ عموما وموجود نسخة الكترونية على النت ومن قراءتي له لاحظت انه متجاوز لتلك النسخ الدعائية من الكتب والمؤلفين على شاكلة اعرف نفسك او غير نفسك والعالم هذا كتاب جاد ويعرض لأهم الاكتشافات العلمية في مجال اللدونة العصبية للدماغ وقدرته على التغير ، دون ان يقع في تبسيطات دعائية فارغة غالبا ما تختزل مواضيع في غاية الأهمية وتقوم بتسطيحها واستثمارها دعائيا وتجاريا في مطبوعات ومراكز تدريب وغيرها
يعرض الكتاب لجهود الباحثين في مجال اللدونة العصبية وكيف كافحوا إنكار مؤسسات علمية غدت أشبه بالكهنوتية ، لهم ولجهودهم ، وكافحوا في أبحاثهم حتى اجبروا كل المؤسسات العلمية والطبية ، بصرامتها ومعاييرها الجامدة ، أجبروها على الاعتراف بهم وبنتيجة أبحاثهم التي قررت ان الدماغ يتغير ويتسم باللدونة العصبية وان دوائره الكهربية وخرائطه الموازية لكل نقطة في أجسامنا تتغير ايضا ، وبالأصح قابلة للتغيير المستمر ، وليست ثابتة كما كان يعتقد انها تكتمل في سن الرشد ولا تتغير وتبقى كما هي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها