إلا (الإصلاح)..!! لا تصالح معه ولا تسامح!!
اليوم حينما ننتقد ممارسات سيئة ومواقف مسيئة، ينفذها المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته، ومن تقف وراءه داعمة وراعية ومتكسبة ومحتلة، يحلو لطابور التموين وصف التلوين في ردهم وتعليقهم أن يعودوا مذكرين بموقف الإصلاح في حرب 94م ، وما حصل بعدها من تسيب للنظام وتفلت للقانون ، ومن إطلاق يد الفساد الشامل.
وهم في ردهم يخلطون الأوراق بفن احترافي متقن، فتجد أن ردودهم تكاد أن تخرج من جحر واحد ، وكأن ربهم التنظيمي قد أوحى لهم أن إذا فتشوا ونشروا عن سقطاتنا، وخاصة ما بعد 2011م ، فأعيدوهم إلى ما بعد 94م ، تشتيتا وتمييعا وهدما لنقدهم البناء . وهنا يستبان عوار منهجهم فما بعد 94م , اندفع الجمع المنتصر والمتواطئ والمؤيد والتابع وغيرهم، نحو الفيد والاستفادة من تلك المرحلة المشؤومة . ولو تم رفع كشف شامل بذلك لوجدنا أن المسؤول الجنوبي الثائر اليوم، لم يقصر حينها في سبق غيره نهبا وسلبا، وفسادا وإفسادا، وتوظيفا وتطبعا بكل عادة سيئة وقبيحة.
ولتراهم وقد بذلوا جهدهم للاستفادة من كل هبات الزعيم , ومن أوامر الدعم الحكومي والصرف التنظيمي في الأرض والمال وعقود الأعمال.
وبينما عارض الإصلاح شراكة الفساد، وأصبح يقارع النظام من أجل حقوق الناس وسيادة القانون ، ظل كثير من قيادات اليوم الحراكية والانتقالية والوطنية والشرعية ضمن سرب الزعيم ، يحلقون معه في جو النهب والقهر والتزوير ، ويقومون بالترويج له في كل مناسبة , والتزوير في كل انتخابات , ليفرضوه زعيما على الجنوب وشعبه . حتى إذا توقفت الحنفية عن الصب والتقطير ، عادوا يبحثون عن مزياب أخر يروي زيفهم الوطني .
تالله إننا لا نمانع أن تقوم جهة نظامية مختصة في محاسبة كل من سطا ونهب وأجرم في أي وقت وزمان ، في تشطير أو وحدة , وليس عن ما بعد حرب 94م فقط . ولكن الغبن أن تشير يد الاتهام نحو الإصلاح فقط ، بينما لا تشير مطلقا نحو غيره من قيادات ومكونات قد تبوؤوا مقعدهم اليوم في سلطة شرعية , أو مكونات معارضة , أو مجالس منقادة .
وذات يد الاتهام نحو الإصلاح، تلوح بالتأييد نحو جهة معينة وأشخاص معنيين، وهم من قد أوغل بالأمس في الفساد أضعافا كثيرة، فكيف تغاضت تلك اليد عن إجرامهم اليوم ؟ ، والذي فاق كل ما كان بالأمس ضد الجنوب وأهله ، اغتيالا وخطفا , وقتلا وتسلطا , وتدميرا وتخريبا , وظلما وقهرا , وخيانة وعمالة .
ذلك هو التدليس الذي تمارسه تلك الفئة على أهلنا في الجنوب، وذلك هو العمل المؤدلج المنظم الذي تنفذه نحو تجمع محدد دون غيره، تجمع بكل مقياس هو الأقل ضررا والأهون شرا ، والأكثر تضحية، والأجدى نفعا، وهو بكل معيار أفضل الموجود ولا نبرئ أحدا من ذنبه .
إن مشاهدات اليوم ودلالاته تؤكد أن مدعيِ الاستقلال مانعوه، ومحبي الوطن بائعوه، وأمناء الشعب خانوه.
وهم أولئك النفر الذين كانوا بالأمس خصومه ومن فرط فيه، فكيف جعلتموهم اليوم أكابر قادته وأعظم محرريه ؟! .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها