محكمة عتاب لقيادات الإصلاح "الأنسي والهجري"
هذه الهمسة أود إرسالها مع نفحة عتاب إلى حزب من أقوى الأحزاب على الساحة السياسية ، إلى العملاق "التجمع اليمني للإصلاح " وأمينه العام الأستاذ الفاضل عبد الوهاب الأنسي ورئيس كتلته النيابية البرلماني المغمور الأستاذ عبد الرزاق الهجري ، ابعثها إليكم على استحيا كوني غير موهل لأخاطبكم في ما انتم أهلاً له واصحاب صولات وجولات فيه .
كانت سعادتي بالغة لاختياركما كممثلين عن محافظة ذمار في قائمة التجمع اليمني للإصلاح لمؤتمر الحوار الوطني ، إلا ان سعادتي اختلطت باستغراب واندهاش غير متوقع كوني لم أعرف حتى لحظة نشر قائمة الإصلاح في الحوار ؛ أن الأستاذ عبد الوهاب الأنسي من ابناء المحافظة الأخيار؛ واستغرابي هذا لا يعني اعتراضي على تمثيلكما للمحافظة في قائمة الحزب فأنتم خير من يمثل ذمار بل ويمثل اليمن جمعا في محافل أخرى عالمية ، وذلك لعلمي بما تحملان في صدريكما من هموم واحلام هي خلاصة ما يحمله خمسة وعشرين مليون يمني جمعتماها وتكفلتما بحملها رغم ما تلاقون في ذلك من مشقة وتعب وألم، لكن عتابي واستغرابي عدم اكترثكما بذمار ولم الاحظ أي اهتمام بالمحافظة التي ولدتم وتربيتم فيها، وفيها أهلكم وناسكم.
الأستاذان الفاضلان لو كان لمحافظة ذمار لسان تعبر به عن حالها لحاكمتكم في محكمة أنتم فيها الخصم والحكم، وسأحكي لكم بعض من تفاصيل المحاكمة وحيثياتها كي لا اكون متجنى عليكم ولا جاحداً بحقكم ودوركم في مسيرة التغيير .
تبدا فصول القضية يا سادتي من صرخات الألم التي يعبر بها مريض في حارة المنزل عن توجعه ، فيسارع اهلة إلى نقلة إلى مستشفى ذمار العام لتكتمل المعاناة ويصبح الألم في ذروته .. ولا يخفى عليكم الحالة التي وصل إليها المستشفى وخير إيجاز لتشخيص وضعه المزرى قول وزير الصحة في حكومة الوفاق عند زيارته العام الماضي بـ "أنه لا يصلح لتداوي الحيوانات !!!" وحول هذه الكلمة تخيلا أن يكون هذا المستشفى بلسم لألأم وجراح ابناء المحافظة التي فيها اهلكم وعشيرتكم واقرباءكم وكم هي مؤلمة تلك القرابة التي لم تشفع عندكم لتبني قضاياها ،ورغم تغيير رئيس الهيئة إلا ان الوضع السابق هو السايد في المستشفى المتهالك، وأخاف ما أخاف أن تكونوا معتقدين أنها مستشفى لتداوي الحيوانات الأليفة مثل كلب الحضراني، أو انكم لا تعلمون بهذا المستشفى وما فيه من أهوال على الإطلاق!!
كل يوم يا سادتي تودع المحافظة خيرت ابناءها إلى المقابر في حروب طاحنة تأكل الأخضر واليابس ويكتوي بنارها كل ابناء المحافظة في ظل غياب الدور الحكومي ومؤسسات الدولة التي تشجع وتغذي الثارات والحروب وتغض الطرف عن القطاعات وعصابات التخريب والقتل ، وثمن ذلك مكلف بالنسبة لمن أحبوكم وتخليتم عنهم ولم تحضروا على الأقل مأتمهم واحزانهم .
ماذا احدثكم يا سادتي عن محفظتكم التي اضحت عامرة بالأشباح وبعض الأرواح التي يكاد يتخطفها الموت بين الفينة والأخرى، ليتني أعلم هل انتم على علم بأسباب ما حل بها؟
بناتكم الطالبات في الجامعة تنتهك حقوقهن ويتعرضن للضرب والشتم والفصل ويحرمن من ابسط الحقوق في التعليم والصحة والرعاية ، فما بالكما بحال تلك الجامعة التي يعشعش في كل مفاصلها الجهل المطعم بالفساد .. وفي الأمس القريب ظهر منها المخلوع صالح وهو متلبس بشخص الدكتور الحضراني ليهدد ويتوعد بحرمان ابناءكم وإخوانكم من التعليم وبمحاكمة إخوانكم الدكاترة الرافضين للفساد والتجهيل، لكن بالله عليكم هل تعلمون أولاً أن في ذمار جامعة.. لا تفهموني غلط فقصدي أن اولادكم يدرسون في جامعات خاصة ولهذا ربما تجهلون وجودها اصلاً .
يا استاذي في جامعة ذمار رابع قضية فساد في الجمهورية يضاف إليها فضيحة التزوير التي كشف عنها في السعودية وما يخفى خلف ذلك من تحول الجامعة إلى شركة خاصة تبيع شهادات للشقاء العرب ويمنح ابناءكم صكوك الجهل والبطالة وانتم من ذلك تهربون، كما لو انكم من غير محافظة ذمار.
عامان من الثورة كانت لأبناء المحافظة فعاليات كغيرها من المحافظات ومع ذلك نصيبها من التغيير صفر إن لم تكن سالبة .
خرجت مظاهرات ومسيرات إلى صنعاء واحتجاجات في الجامعة وقضايا في المحاكم وكلها حتى الأن بلا جدوا اللهم إلا بتعيين وكيلين لا يسمنان من جوع ولا يقيان من فساد وهذا لغياب الدور السياسي منكم يا قيادات الإصلاح في صنعاء.
يا مستشار الرئيس ويا نائب عن ابناء محافظة ذمار آين انتما من قضايا المحافظة ؟ اين جهودكما السياسية لإنقاذ اهلكم من حظيظ النظام السابق ؟ بل اين مواقفكم الشجاعة للضغط من اجل تغيير القيادات الفاسدة ؟ ومهما كانت الإجابات التي تبررون بها مواقفكم ، وانتم صادقين فيها ، إلا أن الواقع يكشف خيركم لأهلكم وتأخركم عن إنقاذهم .
الشباب في ذمار كانوا ينتظروا منكم ان تفعلوا شيئاً.. ان تقيلوا فاسد، ان تصلحوا وضع مختل، او مستشفى يجلب المرض، أو جامعة تصنع خلطة الحضراني "الفساد والتزوير والبلطجة" لكنكم تمثلتم المثل القائل "النار ما تحرق إلا رجل واطيها" وينطبق المثل "الغايب عن العين غايب عن القلب".
ويا حسرة شباب الثورة في ذمار الذي كانوا معولين عليكم أن تفعلوا لهم شي طول السنوات الماضي، فماذا انتم فاعلون بعد ان صرتوا تمثلونهم في حوار استبعدوا منه بلعبة انتم غائبون عنها، ولم يبقى لنا غير مقولة "الغايب حجته معه".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها