انعكاسات التعصب.. (التعصب الديني) أنموذجاً!
حينما تتحول آفة التعصب إلى محرك للسلوك والتعامل مع من حولنا في الحياة ، فإننا لا نلمس سوى تلك النتائج التي تصب كثيرا من الويل على ذواتنا وتحتم علينا التأخر في أصعدة الحياة كافة، فحينما يتحول مفهوم التدين إلى مصطلحات تبث للغير نتن التعصب ، وعفن الأنا المذهبية فإن التطرف سيأخذ نطاقا واسعا فينا ويتحول إلى بديل عن التعايش، طالما وأن التعصب يصنع نفسيات دينية مستبدة لم تدرك أبجديات فهم الخلاف الذي يعد من المسلَّمات في الحياة خصوصا في بعض الجزئيات ووجهات النظر والقناعات المختلفة، فهذه المخاطر تعد منطلقا لاجتثاث مبدأ التعايش الديني ، وستكون مآلاته عبارة عن ارتكاب جرائم بحق العقل والنفس البشرية كما هو مشاهد في واقعنا اليوم.
والمشكلة الكبرى في هذا الصدد هي الخلط بين المبادئ والأشخاص وعدم إدراك المسافات البينية في كلٍ منهما حيث أن الكثير ينظر إلى بعض الأفراد المؤثرين بنوع من منظور العصمة ،واستحالة الوقوع في الخطأ ؛ فيضفي عليهم نوعا من عصمة الدين ، ويستقي أفكارهم وتوجيهاتهم على أساس قطعي ، وهذا ما أشعل الصراع فيما بيننا وجعل ذروة النصر المرتقب- بالنسبة لنا -هو الخروج من ذلك المأزق وتلاشي تلك الخلافات !
والطريق الوحيد الموصل إلى إيجابية الحلول والإتفاق هو ذلك الفهم الذي لا يجعل قداسة إلا للدين ومبادئه فحسب ، وكل ماسواه فمثار للنقد والتمحيص مع جعل مكانة اعتبارية للصواب بغض النظر عن منبعه وحامله، فقد يكون أحيانا متمثلا بمنهج وتارة لا يكون كذلك ، فمعيار الإستحسان والقبول هو حجم الفكرة وانعكاساتها على الواقع الحياتي كما هو مغزى القيم الإسلامية التي تختصر لنا -بسموها- مراحل الإنجرار وراء تلك المفاهيم ، وتقلل من ذلك الثمن الذي ندفعه نتيجة الوقوع في مستنقعات التعصب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها