إلى صديقي عبدالرقيب الهدياني

في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاصل والتعبئة من كل الاطراف جنوبا وشمالا بفعل الاوضاع غير القابلة للحلول الترقيعية في الجنوب ظهرت مواجهات من نوع لم نتعود عليها وهي التراشق الاعلامي بين زملاء المهنة .

وإزاء ذلك اوجه هذه الاسطر الى صديقي عبدالرقيب الهدياني رئيس تحرير موقع عدن اون لاين وصحيفة خليج عدن الذي اعتز بصداقته بعيدا عن أي حسابات ولثقتي بتقبله النقد البناء.

فترشيد الخطاب الاعلامي اصبح ضرورة ملحة وكنت اود من اخي الهدياني ان يفرق بين خلافه مع افراد او قيادات في الحراك وما تمثله القضية الجنوبية ، فالحراك لا يمثله احد بل هو فخر لكل جنوبي عاش طوال هذه السنوات مواطنا بلا وطن وكان الهدياني اول من نادى بخروج الرئيس البيض قبل بضع سنوات عبر مقال (اللي شبكنا يخلصنا).

ولم تمض سوى ايام وخرج بعدها الرئيس البيض وكأنه استجاب لنداء الزميل الهدياني .. وايضا للتذكير فقط ان الهدياني تمت محاكمته بتهمة الانفصال بصنعاء عندما كان رئيس تحرير صحيفة الوطني انذاك ..

اليوم الهدياني اتخذ مواقف تبدو عدائية من القضية الجنوبية وتحامل عليها بشدة لا ندري ما هي حساباته بذلك ولكن مهما

كانت المسببات فالجنوب ارض ووطن وشعب وليس افراد او جماعة.

ينبغي علينا ان نضع هذه الفرضية بعين الاعتبار..

اخي الهدياني.. ما حصل ويحصل في الجنوب هي افعال انتقامية ما عليك الا ان تنظر لها بعين مجردة ستجدها كذلك ورب الكعبة يا اخي عبدالرقيب عدن التي كانت رائدة في التعليم انظر اليوم كم نسبة الامية فيها وكانت عنوان للعلم والمعرفة ومنارة للفكر والمفكرين.

اما الموضوع الايراني حق يراد به باطل فالمذهب الزيدي هو الاقرب لعمك الخميني وأسأل الاحمر اخي الهدياني ان كنت لا تعلم .. ولا داعي للمغالطة اكثر من ذلك والشيخ بن شعيب سلفيا ...ولماذا تم الزج به في السجن وهو سلفيا؟.

اخي الهدياني .. لا اعتقد ان القيادات الجنوبية بهذه الدرجة من السوء التي تصورها في بعض المواضيع المنشورة لديك، اعطيني واحدا منهم يملك ما يملكه حميد الاحمر او علي محسن او يحيى صالح.

لم تسلم حتى منازل القيادات الجنوبية من بطش هؤلاء وما فعلوه في الجنوب لا يرضي مسلما او اشد كفرا ، لقد كان صالح اكثر بطشا في الجنوب ومن اتوا بعده تجدهم اكثر عداوة للجنوب وما الفرق بين الاحمر الاول والاحمر الثاني الا باعداد القتلى في الجنوب.. والا ما هو المبرر لاراقة كل هذه الدماء في عدن.

عزيزي الهدياني.. تعلم كم لك معزة عندي واخاطبك انطلاقا منها فلا تكن مشاركا في ظلم مظلوم .. القضية الجنوبية عدالتها ستوصلها الى هدفها ، والمسألة مسألة وقت ، الى ذلك الحين علينا ان نكون منصفين لها وليس لمن يقودها على اقل تقدير وما يحدث في الجنوب (ثورة) ياعزيزي.