عامر السعيدي .. شاعر العربية السعيدة!
سياسيًّا، لا ألتقي معه إلا قليلا.. أدبيًّا، هو أجمل شعراء الجيل الشاب في اليمن ونلتقي معه كثيرًا مهما كان.. إنه شاعر رائع بكل المقاييس.. شاعر مبدع ومذهل للغاية.
عامر السعيدي، شاعر بلاد العربية السعيدة وأغنية وجعها الأخير من أول وهلةٍ رافقَت فيها اليمن رحلة حرفه الأنيق.
عامر السعيدي، صاحب مقالٍ ومقامٍ حاضرَيْنِ في حدقات عيون الوطن وفي اكتنازات وجدان المواطن اليمني.
إضافةً إلى ذلك لا تتخيَّل كمية الخيال التي يمكن أن يشتغل عليها في قصائده بموضوعاتها المتعددة: الوطني منها والغزلي والرثائي والسياسي.. له أسلوب ثانٍ في تسيير قصائده إلى السمع والبصر والفؤاد.
عامر سليل الفضول والبردوني ورفيق درب آمال الوطن وآلامه، ربما يخالفنا ونخالفه في بعض أمور الشأن السياسي، وهذا شأنه هو وربما شأننا نحن أيضًا لكنه يظل أحد رموز القصيدة الشبابية البارزين في اليمن، وشاعر الحب والغزل والأرض والإنسان من بين معظم أقرانه من الجيل الحاليّ.
تاريخٌ جديد وقصيدةٌ حديثة هو.. قلبٌ من وردٍ وعقلٌ من عبقر هو.
عامر السعيدي، بكلّ الحروف والألوان وعلى كل القوافي والأوزان شاعر رائع متميّز وفنَّان.
عامر العامر بالشِّعر.. المسكون بالوطن.. الممجد لمعاني الحب.. السعيد بالناس السعداء به.. عامر السعيدي شاعر اليمن السعيد.
وهذه - أخيرًا - واحدة من قصائده الرائعة:
لَمْ يَمُتْ فِي الحَرْبِ قَلْبٌ مُرْتَبِكْ
إنّمَا فِيْ الحُبَّ ها قَدْ مِتُّ بِكْ
كُنْتُ أَذْوِيْ شَمْعَةً فِي مَعْبَدٍ
كَانَ قَلْبِي مَشْرِقاً من مَغْربِكْ
شَاعِراً كان دَمِي في يَدِهِ
غَيْمَةٌ تَبْكِى هَوًى إنْ مَرّ بِكْ
تَقْرَئينَ الْآنَ عَنِّي دَمْعَةً
تَتَهَجَّى مِلْحَها في كُتُبِكْ
لاْ يَخُونُ الوَرْدُ إلّا سَاحِراً
غَادَرَ الْجَنَّةَ كَالشَّيْطَانِ بِكْ
آدَمُ التُّفَاحِ ياحَوّا فَمِي
سَالِبٌ مُقْتَبَسٌ مِنْ مُوْجَبِكْ
عَابِدُ النَّهْدَيْنِ مِنْ آيِاتِهِ
أنْ يُصَلِّي عَارِياً فِي مَكْتَبِكِ
يَسْكُبُ السِّحْرَ كَشِعْرٍ فِي فَمٍ
بِفَمٍ أُنْثَى الأَغَانِي مُشْتَبِكْ
ياطَبِيْبَ المَوْتِ إِنِّي عَاشِقٌ
مُسْتَهَامٌ هَارِبٌ عَنْ مَوْكِبِكْ
والحَيَاةُ المَوتُ فِي الْحُبِّ فَإِنْ
لَمْ تَمُتْ بِالحُبِّ مَاتَ الْحُبُّ بِكْ
..
إبراهيم طلحة
دكتور وشاعر وكاتب وصديق لم نلتق به
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها