لسنا بحاجة للقائد الاسطوري!!
إننا في وطن(الجحيم) نحترق..نموت من الجوع ألف مرة..نموت من الخوف ألف مرة..إننا مع الشرفاء في خندق الكلمة الصادقة الملتزمة..نخوض معركتنا ضد ديناصورات الفساد والتخريب ومنفذي مخططات علي بابا والاربعين بركاني ناهبي المال العام.
لازلنا ندفع فاتورة مواقفنا..نطارد..نجوع..نحاصر..نتعرض لضغوطات وملاحقات..يريدون إثنائنا عن مواقفنا المبدئية في الدفاع عن ملايين البسطاء والمظلومين والمقهورين الغلابى الذين كنا منهم وإليهم ننتمي.
فأقلامنا وقبل ذلك ضمائرنا موقوفة للدفاع عن مبادئ الفضيلة والعدالة والحرية والمساواة..تلك المبادئ التي صارت لعنة تطاردنا في(جنوب) لا يتسع صدره إلا للقتلة ومشتتي الأوطان مجتزئي القيم , دعاة تحجيم الأهداف فاسدي الماضي وناهبي الحقوق منتقصي المواطنة..
لكن هيهات أن ننحني..لا وألف لا لن نمسح الغبار عن أحذيتهم ونلمع صورهم القبيحة , بعد ان عهدناهم قتلة يبيحون لأنفسهم مايحرمونه على غيرهم , حاربونا في اقواتنا وطاردوا أبائنا وكمموا أفواهنا .. ولذلك ضاق قلب الـ(جنوب) علينا, ومع هذا سنبقى (رهن)الحرف (المعتقل).
لسنا بحاجة للقائد الأسطوري (أبو عمرو) بطل الخرافة الكبرى,نحن بحاجة لمن ينتشل تفاصيل أوجاعنا وعذاباتنا وهمومنا وينقلنا من دائرة الماضي الضييقة الى فيح المستقبل بكل معانيه.
إننا سائرون صوب تخليص (وطن) مذبوح من الوريد إلى الوريد بسواطيرهم ومشارط (شعب) انبسط إلى جلاده السارق العتيق الذي تلصص على خبزه وقوت أطفاله ولازال له من الخدم والجواري والعسس يعبث هنا ويخرب هناك.
على طريق الأخيار والمناضلين أرباب الكلم والكلام نختار موتنا ونجعله جسرا للخلاص,كخلاص لعذابنا وخاتمة لأوجاع (الوطن).