مدينــة على ظهر "سيكل"
الضالع ..قرية تلاشت فيها كل مسميات المدينة إما للتهميش الذي نالها منذ عقود من السلطات المتعاقبة أو للدور الهدام الذي انتهجته قيادات عسكرية وأمنية من أبناء الضالع نفسها ،فمقومات أي مدينة تكمن في وجود الماء كمشروع حيوي هام ،والكهرباء كون مجمل المشاريع والمرافق الحيوية والإستثمارية لاتقوم إلا بها، وثالث هذه المقومات شبكة الصرف الصحي ،إضافة للتخطيط الحضاري وإشراف مكتب الأشغال على مخططات البناء كجهة إشرافية ورقابية مع الإنفلات والعشوائية المرافقة لبيع الأراضي والتسابق المحموم على المتنفسات والبقع بطريقة عشوائية من قبل هوامير مابعد الحرب، فمايحدث اليوم في الضالع عبث ممنهج في ظل غياب السلطات المحلية والأمنية والقضائية وتشكيلات "المقاومات" الجنوبية التي جعلت ولائها للأشخاص والذوات بدلا من الصالح العام ،ففي الأيام القليلة الماضية بدأت مافيا العشوائية بالإستحواذ على أراضي هي عبارة عن مخطط دائري مرسوم منذ فترة ليست بالقصيرة ليكون طريقا ومتنفسا آخر يخفف شيئا من إزدحام الخط الوحيد وسط مدينة الضالع والمسمى مجازا بالشارع العام حيث يمر وفقا لهذا المخطط والذي يبدأ من محاذاه أراضي الدرجة بإتجاه محطة الغاز على طريق الأزارق ثم الدريب وصولا لمجمع الرئيس قريبا من منطقة الحود ،لكن بفعل البيع في ظل غياب التخطيط الحضاري وترك الجهات المختصة في مكتب الأشغال والطرق والجهات المختصة الأخرى لدورها في منع البناء العشوائي وترك مخططات المدينة الحضارية صارت الضالع مع هذا التسابق المحموم للبناء والبيع والشراء الذي يتم بعيدا عن أعين القانون ، "قرية كبيرة على ظهر سيكل" تعج بالمخلفات والبناء العشوائي اضافة لغياب الكهرباء والإستثمار والماء وشبكات الطرق الداخلية فضلا عن شبكات الصرف الصحي والبيئي السليم ،فهل يتدارك مسؤولي السلطة المحلية وأجهزتها المختصة مايحدث في هذه المدينة الحاضرة في المغرم والمقصية عند المغنم؟!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها