لاتعيشوا لأنفسكم فالحياة مواقف ..!
مع تقلبات الحياة وتقدم الزمن تتغير النفوس وتتبدل إما تغير إيجابي فترتقي مع الاحتفاظ بالأصالة لمعدنها وتواصلها مع شرائح المجتمع وحسن تعاملها مع الاخرين، وإما تغير سلبي فترتقي ماديا وتسقط معنويا ويتغير معدنها الأصيل..
فالحياة يوما تجعلك طالبا ثم مهندسا أو طبيبا أو مديرا أو مسؤولا او معلماً يصنع الاجيال او عاملا يقدم الخدمات للمجتمع ، وبين هذه التنقلات تتنقل ايضاً النفوس وتتبدل، فقليل وقليل جداً من يشعر بتنقلات الحياة ولا زال يحافظ على علاقاته مثلا مع رفقاء الدرب والافراد المترددين عليه ، نعم البعض يحافظ على علاقاته والأكثرية يتخلون عنها بل ويتجاهلونها يظنون انهم ارتقوا ولا سواء بينهم وبين الصحب الأولين وكأنهم لم يعلموا انه كما سنحت لهم فرص الحياة الارتقاء سيرتقي الصحب يوماً ما والأيام تدور ولا احد يبقى بمكانه للأبد ولا احد يستطيع الاستغناء عن احد، نعم في يومٍ من الايام التقيت بإحدى الشخصيات التي عصرتها الحياة واحتكت في معاملتها مع البسطاء والمعوزين وايضا تنقلت في مناصب عدة وعاشرت النخب والمسؤولين ، سمعته يقول لإبنه زميلي العزيز، يا ابني انتبه تفكر انك تستغني عن احد بهذه الحياة او انك تتجاهل اشخاص تقول لك نفسك انك لا تحتاج لهم ابداً ، الجميع تحتاج اليه والجميع يجب ان تسمع له وتشعره باحترامك له وتقديرك لدوره في الحياة لأنه اذا شعر بتجاهلك له او احتقارك مكانته قد يخذلك في يوم ما اجبرتك الايام ان تطلب منه العون فيرد إليك بضاعتك، لهذا اياك والتجاهل حتى مع صاحب مهنة عامل الصرف الصحي ،انتبه تفكر تستغني عنه او تستنقص قيمته ستبحث عنه يوما ما ولو بأثمان باهضة، انها نصيحة ثمينة يفتقدها الكثير ،
اذا لا تتنكر لمن عاشرتهم ولمن كنت تستعين بهم من قبل ثم اذا ارتقيت قليلاً تبخترت وتكبرت وبدأت تضيق منهم،
لا تماطل احدا في معاملته ولا تعطي ظهرك لصاحب حاجه ولا تغرك الدنيا بان رفعتك يوما لمنصب او وظيفه فستضعك يوما ما وترفع غيرك فاستغل تنقلات الحياه لتترك اثراً طيباً في قلوب من تتعامل معهم ويطرقوا ابوابك طالبين المساعدة او قد لا يطلبون شيئاً سوى انهم يحبونك فابتسم واسمع للناس وقل لهم الكلمة الطيبة، اخدم الناس من مواقعك في اي مكان كنت قدم الخير تجد الخير مالم فاعلموا ان الايام دول، اقول لـ
الطبيب
للمسؤول
للمدير
للمعلم
للطالب
للتاجر
لصاحب وسيلة النقل
للمزارع
لفئة العمال
للجميع.. اقول
بهذه الكلمات اتحدث لكل شرائح المجتمع بكل مراتبهم فليتكافل الكل مع الجميع ولا تكن خدماتكم عنصرية ولا طائفية ولا مناطقية ولا أسرية، عاملوا الناس بالأخلاق وبالواجب الذي يجب عمله معهم وبأنهم بشراً ولا تنظروا لسّلالة الجينات العنصرية، اعطوا الناس اسماعكم لتسمعوا شكواهم وما اكثرها في هذه الايام، ضعوا البلسم على الجراح ولملموها، اقتربوا من جيرانكم واصدقائكم شاركوهم همومهم وجدوا لها حلولاً ان امكن وإلا فازرعوا الامل في قلوبهم ،
عيشوا للأخرين تعيشون كباراً
عظماء..
ولا تعيشوا لأنفسكم تكونوا صغاراً حقراء ،فالحياة كلمة والحياه موقف .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها