قالت نورا الجروي..
في منزله الحصين وسط صنعاء، قبل أربعة أيام من اعلان مقتله على يد الحوثيين كان علي عبدالله صالح يجلس على طرف طاولة مُستديرة تضم أبرز قيادات المؤتمر الشعبي العام المقربين منه، خُصص الاجتماع لمناقشة تحضيرات المعركة الأخيرة التي سيخوضها الرجل وحزبه مع ميليشيات الحوثي.
نورا الجروي، القيادية في حزب المؤتمر، وقد وصلت مؤخرا إلى محافظة مأرب، الخاضعة للحكومة الشرعية، بعد رحلة مليئة بالخوف والمتاعب. حضرت الاجتماع وكان هو الأخير رأت فيه صالح.
طلبت نورا من صالح ورجاله توزيع سلاح لأنصار المؤتمر وللمواطنين ليشاركوا في المعركة ويدافعوا عن أنفسهم وبيوتهم، رد الرجل: ما بش معنا لا سلاح ولا مونة (ذخائر). المخزونات الضخمة من الذخائر والأسلحة الحديثة والمتطورة التي كدّسها وخبأها والمعسكرات التي بناها طوال ثلاثة عقود باتت في قبضة الحوثيين المتعطشين لخلع رأسه ووأد "الفتنة" التي خطط لها. السلاح الذي جمعه لحماية العرش بات بيد عدوه.
بعض الحاضرين وهم قادة الصف الأول في المؤتمر أصابتهم الصدمة، الحزب الذي حكم اليمن 33 عاما ليس في خزائنه سلاح ولا مونة لحماية زعيمهم ورقاب أعوانه. تقول نورا أنها كانت تعتقد أن صالح قادر على إخراج الحوثيين من صنعاء، أنت اللي دخلّتهم وأنت اللي عتخرجهم. قالت له. أجاب: "مش قادرين، كل شيء بيدهم" في إشارة إلى الحوثيين.
بدا صالح فاقدا للحيلة، وحين سأله بعض من كانوا يجلسون على الطاولة حول استراتيجيته وخطته أجاب: "الشعب عيخرج". مشيرا إلى بقايا أعضاء وأنصار حزبه.
في خطابه الأخير أعلن صالح فك تحالفه مع الحوثيين ودعا أنصاره لانتفاضة مسلحة ضدهم وطالب العسكريين وقوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجله أحمد بعدم تلقي الأوامر من الحوثيين والتمركز في مواقعهم ومعسكراتهم. لكن الأوان كان قد فات، فات القطار.
لم تكن نورا تتوقع أن تنتهي الأمور بهذه الصورة، هي كمؤتمرية كانت تعول كثيرا على أنصار الزعيم والقاعدة الجماهيرية للحزب. تقول أن القيادي الحوثي حسن زيد، الذي عيّنه الانقلابيون وزيرا للشباب والرياضة التي تشغل نورا وكيلة الوزارة، كان يقول لها مهددا: سنقتل الزعيم، وعنعتقلك يا نورا"، كانت تصرخ في وجهه: تقتل من، وتعتقل من؟.
الصف القيادي القريب جدا والمحيطين به تعرضوا للاختراق، ربما أن تفاصيل ما دار في الإجتماع وصل للحوثيين قبل أن يصل للمؤتمريين. الاختراق وصل حد الخيانة. كما تقول.
قبل يوم من إعلان الحوثيين قتل صالح، صرخ الأمين العام لحزب المؤتمر عارف الزوكا في جروب خاص بقيادة الحزب على الواتس أب: "احنا محاصرين في بيت الزعيم في الكميم، بلّغوا المشائخ، بلّغوا القبائل، بلّغوا الناس، انقذونا"، لكن للأسف كان كبار المؤتمر قد حسموا أمرهم وسلّموا للأمر الواقع، لم يرد أحد على رسالة الزوكا ولم يبد أحد اهتمام معها، ولو مجاملة. تقول الجروي.
سيطرة الحوثيين على قناة "اليمن اليوم" التابعة لصالح وايقاف بثها كانت "ضربة قاصمة"، قام الحوثيون بفصل خطوط الهاتف الخمسة الخاصة بصالح والتي كان يُدير من خلالها غرفة العمليات، وتم التشويش على جوالات قيادة العمليات. كما تقول نورا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها