الأبتـــال..!
الحقيقة التي لايمكن إنكارها أبدا ان "هادي" سلم بعض القيادات الجنوبية عقب الحرب دولة بكل مقوماتها وأرادوا لهم ان يكونوا رجال دولة وان يصلحوا حالهم وحالنا ولكنهم أبوا إلا ان يكونوا "أتباع"في وطنهم وابتال على أرضهم .
جلب هادي مؤسسات الدولة كلها إلى عدن من وزارات ومؤسسات وهيئات دولية وعينهم في مناصب رفيعة لكنهم رفضوا وأبوا واستكبروا وأردوا ان يعيش حياة العبيد والتبعية .
مكّن هادي القيادات الجنوبية من كل شيء في عدن ومحافظات الجنوب عقب الحرب وكانت هي المرة الأولى التي نرى فيها وزير جنوبي ومحافظ بكامل الصلاحيات وكانت المرة الأولى التي نرى فيها بنكا مركزيا في الجنوب ، المرة الأولى التي نرى فيها رئاسة وزراء ووزارات وحكومة وجاه وعيلمان منذ 1990 .
قال لهم "هادي" ازقروا الأرض ورتبوا أموركم وعلى بال ماتكون الحرب انتهت تكون أموركم مرتبة في الجنوب وتكونوا رقم صعب لايمكن يتجاوزه .
وبدلا من ان يوجهوا جهدهم ضد القوى الشمالية التي استعبدت الجنوب ناصبوا الرجل الذي جاء بهم إلى السلطة "العداء" وكان أول سكين يغرزوه في ظهر الغير في ظهر " هادي".
قال لهم "هادي" عبارة الأستاذ لطفي شطارة الشهيرة "ازقروا الأرض" وبدلا من ان يزقروا الأرض زقروا الواتس اب وتلقوا التعليمات وخاضوا حربا ضد "هادي" دون ان يكون لها سبب معلوم ولا مفهوم .
يلومون "هادي" على تحالفه مع الشماليين ، هادي تحالف مع الشماليين لأنكم أردتم الإطاحة به وإسقاطه وهو من جاء بكم إلى السلطة رغم رفض كل القوى الشمالية لكم لذلك صاروا الخطر الداهم الذي هدده وحول "عدن" إلى بؤرة صراع كبيرة .
سلمهم "هادي" دولة وأبوا إلا ان يعودوا إلى زمن حراق التواير والمظاهرات والهتاف والتصفيق وكأنها عادة لابد منها ، قال لهم خذوا دولتكم ورتبوها مثلما يفعل الإصلاح في مأرب لكنهم سرعان ما انقلبوا على "هادي".
وفي مأرب كان الإصلاح ذكيا ورغم ان الإصلاح لايحب هادي ولايوده لكنه ظل محافظا على غطاء "هادي" له فيما واقعا يحقق الإصلاح كل مخططاته على الأرض.
قال لي معاون كبير لهادي :" التقينا بهم يافتحي في عدن قبل أكثر من عامين وقلنا لهم بالحرف الواحد :" انطلقوا ورتبوا أموركم ونحن معكم من بعيد ولكن وبدلا من ان يحاربوا "صالح " حاربوا "هادي" وبدلا من ان يحاربوا "الحوثي" حاربوا "هادي" وبدلا من ان يذهبوا لتأسيس دولة في "عدن" قضوها شهور نائمين في فنادق "دبي" وأنتجوا أسوأ تجربة حكم محلية هي خليط من الفساد المالي والإداري والفشل العقلي.
شيطنوا "هادي" ورجال هادي وقالوا عن الحرس الرئاسي "قاعدة" وداعش ولم يتركوا احد محسوب على هذا الرجل إلا وشيطنوه ،وظل "هادي" يسأل نفسه لماذا يهاجمونني؟ لماذا يحاولون اسقاطي ؟ انا من جئت بهم انا من سمح بتشكيل المعسكرات والألوية بعدن وانا من صرف مرتباتها وانا من أصدرت كل قرارات التعيين هذا فلماذا يحاولون اسقاطي؟ لماذا لايناصبون القوى الشمالية العداء؟
"لهادي" أخطاء وأخطاء كثيرة عدد شعر رأسه ولاينكرها عاقل ومنصف ولتجربته السياسية الكثير من الخيبات لكن كلمة الحق تقال جنوبا ان الرجل سلم الجنوب للقيادات الجنوبية عقب الحرب وليتها ذهبت لترتيب الأوضاع مثلما حدث في مأرب أو غيرها لكنّا اليوم في مأمن وأوضاعنا أفضل حالا .
لهادي مشروعه السياسي المنفصل لكن كان يجب الاستفادة منه ومن الظروف المحيطة وعدم القفز على الواقع ومعطياته.
قال لهم "هادي" ازقروا الأرض وبدلا من ان يزقروها سلموها لغيرهم ووقفوا على الابواب في انتظار مايرمى لهم من "فتات" معلنين للعالم اجمع نحن لسنا مؤهلين لإدارة دولة ،نحن اتباع والاتباع لاينتزعون حرية ولا يبنون وطنا لذلك قالها هادي بكل أسف :" هذا فراق بيني وبينكم.
نصيحتنا لهم اعيدوا النظر في موقفكم من "هادي" ومن الطريقة التي تديرون بها اوضاعكم السياسية واسعوا لترتيب اوضاع الجنوب داخليا لكي نصل جميعا إلى "بر الامان".
الطريق إلى استقلال الجنوب لن يأتي إلا بإن تكونوا انداد للجميع لاتابعين لأحد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها