صالح والقبيلة، من باع من؟
لا توجد قبيلة ولا شيخ في شمال اليمن لم يضحوا في حروب الحوثيين على الشعب اليمني من العام ٢٠٠٤ حتى اليوم. وقفت القبيلة كل القبيلة مع الدولة ومع الرئيس الراحل صالح في كل حروبه السابقة على الحوثيين في صعدة وفِي كل صلح ووساطة بين الدولة والحوثيين كان صالح يستثني القبايل ويتركهم فريسه لإنتقام المليشيات الحوثية الإرهابية. كانت القبيلة تقاتل في صعدة وفِي كل جبالها وقراها جنب الى جنب الجيش اليمني ولم يكن دورها وثقلها اقل من دور الجيش اليمني في حروب صعده الست لكن المناطق التي كانت تسيطر عليها القبيلة وقت الحرب كانت تسقط بيد الحوثيين بعد كل وساطه بين الدولة والحوثيين وصالح يتفرج. أكثر من ألفين شخص من ابناء الجوف شاركوا في الحروب الست واكثر من ثلاثه الف من ابناء حاشد وعمران شاركوا أيضا في كل الحروب الست جنب الى جنب القوات المسلحة ومثلهم كثير من كل ابناء القبايل في الشمال.
كان صالح يدير الحرب في صعدة بعقلية الرجل المنتقم من القبيلة وعمل كل جهده لاضعاف القبيلة وايضا استطاع البعض من من كانوا جزء من نظام صالح والمؤثرين عليه ولهم عداوات مع بعض القبايل في صعدة وسفيان الى إستخدام قوة الدولة وجيشها لضرب خصمائهم السياسيين او القبليين تحت تهمة الحوثية قبل ان تصل الحوثية بلادهم ما سهل للحوثيين استقطابهم ووقفوا حينها في وجه الدولة ليس دفاع عن الحوثي بل دفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأجبروا على الوقوف مع الحوثيين ومثال على هذا منطقة سفيان وخلافهم القديم مع أبناء الاحمر وحاشد فكان هذا الخطىء الشعرة التي قسمت ضهر البعير. ولأن الخلاف الذي كان بين قبيلة سفيان وحاشد وسفيان تتبع قبيلة بكيل فقد أعتبر أبناء بكيل إن إستغلال أبناء الأحمر لهذا الخلاف ودفعهم للدولة وجيشها لقتال سفيان إعتداء من الدولة على قبيلة بكيل مادفع بكثير من الشباب من أبناء بكيل لقتال الدولة وحاشد في سفيان ووظف الحوثيين هذا الإعتداء من الدولة لإستقطاب أبناء بكيل للقتال في صفوفهم وهذه من الأخطاء الكثيرة التي أرتكبها نظام صالح.
لا يوجد بيت في صعدة والشمال الا وفيه اكثر من شهيد من ابناء القبايل قاتلوا مع الدولة قبل ان يتركوا تعمداً من صالح للنزعة الانتقامية الحوثية واستطاع الحوثيين اخضاع كل صعدة وتشريد أحرارها بتواطؤ من صالح ونظامه ومثل هذا حدث في بعض مناطق محافظة الجوف الذين ضلوا يقاتلون الحوثيين من العام ٢٠٠٦ الى العام ٢٠٠٩ دون ان يصلهم اي دعم من الدولة.
الكثير اليوم يعتقدون إن القبيلة باعت أو خانت صالح ولا يعرفون الحقيقة. نصف شهداء أبناء القبيلة الذين شاركوا في الحروب الست قتلتهم طائرات صالح او قذائف جيشه "بالخطاء" وهم في مواقعهم يقاتلون الحوثيين وكم من هذه الأخطاء التي تركت أثر على ابناء القبيلة وجعلتهم يشعرون إنهم مستهدفون من صالح وعزز هذا الشعور تحالف صالح مع الحوثية المعلن منذ العام ٢٠١٣ بل إنه شارك الحوثيين بالقضاء على رجاله الأقوياء من عثمان مجلي ومشايخ صعدة الى بن عزيز الى الدعام وغيرهم وهذا ما جعل القبيلة تشعر إن صالح خان دماء شهدائهم ودماء أبناء الجيش وأفقدهم الثقة بالرجل وحينها أدركنا إن القبيلة لن تقف في أي يوم مع صالح وهذا ما حدث فعلاً عقب أحداث صنعاء الأخيرة وأخطاء صالح الكارثية وتقلباته هي التي جعلت القبيلة تقف موقف المتفرج ولم تقاتل معه تحت أي شعار.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها