صالح لأهل البيضاء: هذه هي الدولة ..!
خرجت من صنعاء في 23 سبتمبر 2014، بعد اجتياحها من قبل الحوثيين، إلى تعز ، مقدرا بأن تعز العزيزة ستكون المنطلق لتحرير صنعاء.. فلما وصلتها ، قيل لي بأن أتباع صالح ، منتظرين "السيد" على أحر من الجمر ..! ولا بد أن صالح الذي استبشر بالحوثي وهو يجتاح صنعاء، ونظم قصيدة شامتة في ذلك، بشر اتباعه في تعز بقدوم "السيد".. ثم غادرت إلى عدن الحبيبة ، لكن الحراك الإنفصالي هناك،كان وما يزال ، متناغما مع الحوثي وحلفائه في خراب اليمن..
أما البيضاء ، فقد تواصل صالح مع أبرز شيوخها من أعضاء المؤتمر ليسهل للحوثي دخولها، وقد قال لهم صالح ، هذا هي الدولة، هل تريدوا الدولة..؟!
نعلم أن صالح كان ناقما على ثوار 2011،ولعله لم يدرك بأن ثورة 2011 كانت متسامحة ومسؤلة، حيث بقي صالح شريكا ومحصنا،لكنه جنح إلى أقامة دولة موازية بمال منهوب وإعلام عدائي ، يهدف إلى تقوّيض دولة اليمنيين التي بنوها منذ أكثر من مائة عام، ما دام وهو ليس الحاكم..
ظهر اليوم أعضاء من حزب المؤتمر يهتفون : لا حوثي بعد اليوم.. ولو قدر للمؤتمر أن يقوده غير صالح، لكان للمؤتمر موقفا مختلفا ولاستشعر الخطر منذ البداية، ولما تمكن الحوثي من الزحف من صعدة، عبر عمران، حتى اجتاح عاصمة البلاد صنعاء..
ما يتضح الان لأبسط الناس هو أن صالح الذي حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود، يفقه فقط الفهلوة، وشغل اليومية، وليس السياسة والإستراتجيا، ولا عبرة في بقائه في الحكم طويلا، مثل الإمام يحيى، لكن العبرة بما أنجز لليمن في عهده الطويل.. ويكفي أن اليمن، كانت عشية ثورة 2011 أفقر بلد عربي، بعد ما تربع صالح في حكمها أكثر من ثلاثة عقود.. أما صالح الذي أتى إلى الحكم فقيرا ، فقد خرج من الحكم ثريا كثيرا ، وقادرا على تكوين دولة موازية بإمكانات مهولة ، كما أسلفنا..
ربما كان سبب بقاء كثير من قيادة المؤتمر حول صالح، بعد فضيحة تحالفه مع الحوثي، بسبب المال.. أما أعزاءنا من عامة أعضاء المؤتمر فلا بد أن الحقائق تكشفت لهم الآن ، بما في الذين استبشروا بالحوثي ، وهو يقتحم صنعاء، والذين كانوا منتظرينه على أحر من الجمر..! أو الذين قيل لهم ، هذه هي الدولة..!
عسى أن لا يكون إكتشاف الحقائق المرة جاء متأخرا كثيرا ، وعسى أن يكون مفيدا..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها