خطورة سوء استخدام السلاح
ان الناظر في واقعنا ليجد اننا نعاني من جراحات غائرة وآلام موجعة، نعاني منها في وضعنا الحالي والتي نستطيع وصفه بالمأساوي ، وذلك من جراء سوء استخدام شبابنا للسلاح، الأمر الذي يعد مأساة بكل المعايير، ومصيبة بكل المقاييس ، ويتضح لنا عظيم المأساة عندما نرى الاعاقات المستدامة لكثير من شبابنا ، ونتذكر معاً النفوس البريئة التي ذهبت بسبب ذلك ،فيُتم الأطفال وأرملت النساء، وكُلِمت قلوب الاباء وفجعت الامهات ، ومن هنا تكمن الخطورة لهذه الظاهرة ، ولاسيما حين نرى تقرير لوزارة الداخلية صدر حديثا إلى أن إجمالي الإصابات بالحوادث والجرائم خلال ثلاث سنوات بلغ 31711 إصابة منها 23577 ناتج عن استخدام السلاح الناري وبنسبة 84,72%.
بل في محافظة لحج فقط في خلال عام 2012م صرح مدير عام مكتب الصحة قائلاً(بلغ عدد ضحايا السلاح الذين قدمت لهم الرعاية الصحية في عام 2012م 457حالة،علما ان كثيرا من الحالات لا تأتي الينا..) كما صرح بان 126حاله في حالة اعاقة دائمة ، وهؤلاء يشكلون مشكله مزدوجة والخسارة بالنسبة لهؤلاء مضاعفة، فهم لا يستطيعون المشاركة في البناء والتنمية ،وأمر آخر أنه يعاني من مشكله صحيه طوال العمر .(مجلة الحارس عدد210ص28)
وهذه الاحصائيات تجعلنا نستشعر عظيم الأمانة والمسؤولية المنوطة في اعناقنا، امام الله واما الناس، التي لا يجوز لنا التهاون بها، أو التعامي عن بيان الخطر المحدق الذي يطال شبابنا ومجتمعنا.
اخي القارئ الكريم : ان نبينا صلى الله عليه وسلم طالما حذر وزجر أصحاب هذه الظاهرة، حتى إنه قال (من حمل علينا السلاح فليس منا) وقال عليه الصلاة والسلام (من اشار على اخيه بحديد لعنته الملائكة حتى يضع) .
كل هذا يؤكد لنا بجلاء أن ظاهرة حمل السلاح ظاهرة قبيحة ، يجب علينا أن نحرص على غرس الوعي الصحيح بخطورة هذه الظاهرة ، لنستطيع ان نقبض على ايدي شبابنا قبل ان تقبض على الزناد وتقع الكارثة.
ان التوعية بمخاطر حمل السلاح اصبح واجب انساني واخلاقي ، من جميع المثقفين وقادة الرأي في هذا البلد إن الفرد منا يجب أن يكون على قناعة تامة بأن حمل السلاح سلوك مرفوض ومقيت، وأن التخلي عن حمل السلاح هو انتصار للمدنية المنشودة والسلوك الحضاري الراقي، وأن السلاح ليس زينة للرجل كما يتوهم البعض، بل العقل وحده هو زينة الرجل وشتان بين الاثنين، فالعقل ينجي صاحبه من المهالك، بينما السلاح يودي بصاحبه إلى المهالك، كما يخلف آثاراً سلبية عميقة في المجتمع ومشاكل لا أول لها ولا آخر.
ايها السادة الكرام: إن السلاح كرامة يستخدم في وقت الدفاع عن الكرامة، وهو شرف يحمل في وقت الدفاع عن الشرف ، واني هنا أدعو الى ضرورة تنظيم حيازة السلاح وليس منعه، لأن من الصعب منعه في مجتمع مثل المجتمع اليمني، ولكنا لممكن هو منع حمله في الشوارع .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.
كتبه / محمد بن محمد الفقيه
امام وخطيب الجامع الكبير بالضالع
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها