هل الإرهاب ماركة مسجلة حصريا لليمنيين ؟!!
أعلنت الدول الخليجية بالأمس عن إدرانج 11 شخصية يمنية في قوائم الإرهاب وقالت أنهم قادة وممولين وداعمين لتنظيم القاعدة ولتنظيم داعش والملفت في القرار الذي صدر عن " المركز الدولي لاستهداف الإرهاب " في السعودية وجاء كثمرة لتعاون أمريكي سعودي بأنه نال إجماع كافة الدول الخليجية بما فيها قطر التي أدانت مؤخرا قائمة خليجية أصدرتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين وقضت بإدراج شخصيات وكيانات عربية في قوائم الإرهاب ومن بينها شخصيات ومؤسسات قطرية وأكدت قطر حينها بأنها باطلة وتستهدف تشويه قطر .
• توجه دولي لحصر الإرهاب باليمن فقط
للأسف هناك توجه إقليمي ودولي لإقناع العالم بأن اليمن هي منبع الإرهاب ومركزه ومقره الوحيد في العالم وأن أبناء اليمن هم صناع الإرهاب بينما بقية سكان الكوكب بعيدون عن الإرهاب الذي هو ماركة مسجلة حصريا لأبناء اليمن .!!
وزارة الخزانة الأمريكية ومنذ سنوات طوال وهي تدرج أسماء شخصيات يمنية في قوائم الإرهاب وتكاد تكون متخصصة في إضافة أسماء اليمنيين إلى قوائمها وكأن الإرهاب لا مكان له في العالم سوى في اليمن بينما العالم يضج بالقتلة وقيادات المافيا وتجار الحروب والأعضاء البشرية وزعماء العصابات من كل صنف ولون وفي عموم القارات والبلدان ولكن هؤلاء بعيدون عن دائرة الاشتباه الأمريكي وليس لهم نصيب في قوائم الإرهاب الأمريكي المخصصة لليمنيين وبدون دليل مقنع لأحد .!!
وعلى نفس النسق تسير الآن قوائم الإرهاب الخليجية التي يبدو أنها صارت مخصصة لليمنيين فقط ولم يعد يوجد أي إرهابي في العالم العربي سوى في اليمن فقط وحتى الدول العربية التي تشهد حروبا مثل العراق وسوريا وتحدث فيها عمليات انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وجرائم بشعة بحق المدنيين ترتقي إلى مستوى المجازر يبدو أنه لا يوجد فيها إرهابي واحد يتم إضافته لهذه لقوائم الإرهاب الخليجية ليكون بجوار إخوانه من اليمنيين .!!
لقد أصبح اليمني متهما الإرهاب وعرضة للتفتيش والإهانات في المطارات العربية والأجنبية وكأنه تهمة متنقلة وليس إنسانا ومثل هذه القرارات للأسف تعمق هذه النظرة السلبية المغلوطة لليمني وتزيد من إذلاله وإهانته والاشتباه به .
اليمن بحاجة إلى جهود عربية ودولية لإيقاف الحرب فيها وإعادة الاستقرار والسلام إليها وإيقاف الاستنزاف اليومي للإنسان وللمكان لتعود الدولة اليمنية ويستأنف أبناء اليمن حياتهم كبقية سكان العالم وليس بحاجة إلى قوائم إرهاب أمريكية وخليجية تطل عليها بين الحين والآخر وقد أضافت مجموعة من الشخصيات اليمنية والمؤسسات الخيرية إليها .
•أهداف هذه القرارات الأمريكية الخليجية
من وجهة نظري فهذه القرارات تهدف إلى ممارسة المزيد من التدخلات السلبية في الشأن اليمني واستلاب ما بقي من القرار السياسي اليمني وممارسة الضغوطات على القوى السياسية اليمنية ووصم المقاومة اليمنية بالإرهاب ومواصلة حصارها وخنقها ودعم خصومها وإرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى اليمن تحت ستار محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف وشرعنة وجودها وإعطاء غطاء سياسي وأمني لاستمرار قصف الطائرات الأمريكية بدون طيار لمواقع داخل اليمن بذريعة استهداف عناصر القاعدة وغالبا ما يسقط ضحاياها من المدنيين .
وهناك أمر هام في هذا الصدد وهو أن هناك توجه لدى دول التحالف العربي لتغيير الاستراتيجية التي بناء عليها أرسلت قواتها إلى اليمن وهي " دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب " إلى استراتيجية " مكافحة الإرهاب " وللبقاء في الأراضي اليمنية في الفترة القادمة وبالتنسيق مع القوات الأمريكية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب .
• ما هكذا يحارب الإرهاب !
شخصيا وقفت منذ سنوات طوال ضد إضافة اسم أي شخصية يمنية لقوائم الإرهاب الأمريكية حتى وان اختلفت معها سياسيا وفكريا ذلك أن محاربة الإرهاب هي مسئولية يمنية بحتة مسئولية القضاء اليمني والجيش والأمن اليمني وأي دولة أو كيان يرى في شخصية أو مؤسسة يمنية تهديدا له فليقدم اتهامه للحكومة اليمنية وهي بدورها تقدم هذه الشخصية أو المؤسسة للمحاكمة وتقدم الجهة أو الدولة المتضررة أدلتها ووثائقها إلى القضاء اليمني كجهة اختصاص كما هو متعارف عليه في العلاقات الدولية في العالم وحتى لو لم توجد دولة يمنية بالشكل المطلوب فإن محاربة الإرهاب في اليمن لا تكون بإضافة شخصيات يمنية بين الحين والآخر لقوائم الإرهاب بل بوقف الحرب وإعادة السلام والاستقرار والدولة اليمنية التي بدورها ستحارب الإرهاب وفق رؤية استراتيجية وطنية شاملة وفاعلة يشترك في صياغتها النخبة والخبراء في هذا المجال وتعالج جذور وأسباب هذه الظاهرة وتوجد حلولا شاملة لها فأبناء اليمن قبل أي دولة أو جهة في العالم هم ضحايا للإرهاب المحلي والدولي .
بقالة يمنية تهدد الأمن والسلم العالمي !!
لقد أضافت بالأمس الدول الخليجية بالتنسيق مع واشنطن بقالة يمنية وهي " سوبر ماركت الخير " إلى قوائم الإرهاب دون تحديد مكان هذه البقالة في أي مدينة إذ أن هناك مئات البقالات باسم سوبر ماركت الخير إذ هو اسم شائع في اليمن وكذلك لم توضح هذه الدول أسباب إضافة هذه البقالة إلى قوائم الإرهاب وكيف صارت تهدد الأمن والسلم العالمي ؟!
نداء أخير
ختاما أكرر ما قلته سابقا اليمن إلى جهود عربية ودولية لإيقاف الحرب فيها وإعادة الاستقرار والسلام إليها وإعادة الدولة وحينها على أبناء اليمن إيجاد رؤية استراتيجية وطنية شاملة وفاعلة لمحاربة الإرهاب أما أن يظل الإرهاب لذريعة لمزيد من العنف والفوضى في اليمن وخلط المشهد السياسي وابتزاز قوى معينة وخدمة أخرى ولمواصلة إهانة اليمني في العالم فهذا أمر غير مقبول وعلى مصدري تهم الإرهاب لليمنيين إعادة النظر في الأمر والتحلي بالقليل من الإنصاف والموضوعية فالإرهاب كارثة عالمية واليمن أول ضحاياها وليس ماركة يريدون تسجيلها حصريا لأبناء اليمن فحسب ولهم في هذا مآرب أخرى .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها