الإمارات تعيد الفوضى إلى عدن !
قبل أيام عادت قيادة " المجلس الانتقالي الجنوبي " من الإمارات إلى مدينة عدن وفور عودتها بدأت أعمال العنف والفوضى تعود لعدن بعد فترة من التحسن الأمني الملحوظ حيث تم اغتيال أمام مسجد زايد الشيخ ياسين العدني واصابة نجله جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته في حي عبد القوي بمديرية الشيخ عثمان وهذا الداعية كان من المعارضين للقيادي الموالي للإمارات هاني بن بريك وفي اليوم التالي هاجمت قوات أمنية مقر حزب الإصلاح بعدن واعتقلت 8 من أبرز قيادات الحزب وشنت حملة اعتقالات ما تزال متواصلة بحق قيادات الإصلاح بعدن .
نستطيع القول بأن الإمارات أعادت الفوضى والعنف إلى عدن بعد فترة من الهدوء والتحسن الأمني وإنجاز الحكومة الشرعية والسلطة المحلية ممثلة بمحافظ عدن عبد العزيز المفلحي للكثير من المشاريع الخدمية والإنمائية بالمحافظة الأمر الذي ازعج قيادة الإمارات التي تعمل على عرقلة جهود الحكومة الشرعية والسلطة المحلية بعدن والجنوب عموما من خلال أدواتها المحلية وفي مقدمتها قوات الحزام الأمني بعدن وقوات النخبة بحضرموت وشبوة .
هذه المستجدات بعدن تزامنت مع كشف صحيفة القدس العربي اللندنية عن تسجيلات صوتية تؤكد تورط خلايا وعصابات مسلحة بعدن موالية للامارات في تنفيذ عمليات الاغتيال لمسؤولي الدولة وقادة المقاومة الجنوبية وعلماء وأئمة جوامع رفضوا السلوك الأمني الإماراتي في مدينة عدن والمناطق المحررة وهو ما دفع برئيس الحكومة الشرعية د أحمد بن دغر إلى كتابة مقال بعنوان " إلى هنا وكفى " عدد فيه إنجازات الحكومة وحذر من جهات تحاول عرقلتها في إشارة واضحة لأدوات الإمارات بعدن وهدد بكشف أوراقها هذا المقال الذي جاء بعد أيام من تهديد نائب الرئيس السابق خالد بحاح المحسوب على الإمارات بطرد ما أسماها " بقايا شرعية مهترئة" من عدن على خلفية تصريحات لرئيس الحكومة د أحمد بن دغر يشير فيها إلى توجه حكومته دمج قوات الحزام الأمني بقوات الجيش الوطني وهو ما أثار حفيظة بحاح ودفعه لاتهام الحكومة بنهب المليارات من إيرادات نفط المسيلة بحضرموت كما اشارت حينها مصادر إعلامية إلى أن " المجلس الانتقالي الجنوبي " الموالي للإمارات يتجه إلى الاعلان عن المجلس العسكري الجنوبي بالتزامن مع ذكرى ثورة 14 أكتوبر مرتكزا على قوات الحزام الأمني بعدن وقوات النخبة بحضرموت والدعم الاماراتي له .
قد يتساءل البعض : لماذا تقوم الإمارات بهذا الدور التخريبي في جنوب اليمن حيث تعمل على عرقلة جهود الحكومة الشرعية ودعم وتمويل هذه الكيانات السياسية التي تسعى للانفصال والانقلاب المسلح على الشرعية ودعم وتمويل كيانات مسلحة خارج إطار الجيش الوطني والدولة اليمنية ومحاربة القوات المسلحة اليمنية الموالية للشرعية مثل قوات الحماية الرئاسية التي قصفتها القوات الإماراتية بالطائرات مؤخرا وكذلك عرقلة وصول الأموال التي طبعها البنك المركزي بعدن إلى مدينة عدن 13 مرة كما أكد البنك في بيان سابق عنه ؟!
والجواب من وجهة نظري هو أن الإمارات لا تريد للحكومة الشرعية النجاح ولا تريد استقرار اليمن وخصوصا في الجنوب تريد الجنوب مسرحا للفوضى والعنف والاغتيالات في ظل غياب اي حكومة قوية تعيد النظر في دور الإمارات وتوقف ممارساتها وممارسات أدواتها المحلية لتبقى الإمارات تسيطر على السواحل والموانئ والجزر ومناطق النفط والغاز وتستثمره لحسابها وتقيم قواعدها العسكرية على الجزر والسواحل اليمنية دون أن يوقفها أحد أو يحاسبها أحد وتبقي على كيانات هزيلة متصارعة تمنحها شرعية وجود مقابل الفتات وهذه الرؤية الإماراتية التي بنيت على قراءة مغلوطة للواقع ستكتشف الإمارات قريبا زيفها وأنها كانت مجرد وهم حين يثور أبناء اليمن على هذا الوجود الاحتلالي البشع حيث كشرت الإمارات عن وجهها الكالح في جنوب اليمن وتحولت من دعم الشرعية إلى عرقلتها ومحاربتها وتنفيذ أجندتها وأهدافها على حساب الشعب اليمني وأمنه واستقراره ومصالحه وإن غدا لناضره قريب
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها