عن التحالف الوطني لصناعة السلام في اليمن
أعلن يوم الخميس الماضي في العاصمة صنعاء عن إشهار " التحالف الوطني لصناعة السلام في اليمن " وذلك بمشاركة أكثر من 100 شخصية يمنية من الأكاديميين والسياسيين وقيام مثل هذه الكيانات هي خطوة جيدة كصوت داخلي يمني للضغط على كافة الأطراف اليمنية لإيقاف الحرب وإحلال السلام بعد أكثر من أكثر من 3 سنوات من الحرب قتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين وتدمرت فيها الكثر من البنية التحتية والمؤسسات العامة والخاصة والمنازل ونزح الملايين إلى مناطق في الداخل وإلى دول العالم في الخارج .
تواصل الحرب في اليمن والتي تبدو بلا نهاية تلوح في الأفق هي كارثة تستنزف كافة الأطراف وتعمل على مواصلة التدهور في كافة المجالات الإنسانية ويدفع أبناء اليمن من المدنيين الثمن الأكثر فداحة لهذه الحرب ولذا فإن أي مبادة تدعو للسلام يجب أن تلقى الإشادة والتشجيع ولكن الإشكالية تكمن في مدى قدرة هذه المبادرات والتحالفات الداعية للسلام في الضغط على كافة الأطراف لتقديم تنازلات حقيقية من أجل إحلال السلام والعودة إلى المفاوضات السياسية بحسن نوايا .
من المؤكد أن حالة فقدان الثقة التي تسود الأطراف اليمنية وتعمق الانسداد السياسي الراهن ستنعكس على نظرة الأطراف السياسية لمثل هذه التحالفات فـ " التحالف الوطني لصناعة السلام في اليمن " والذي تم اشهاره في العاصمة صنعاء والتي تخضع لسلطة تحالف المؤتمر والحوثي سيتهم من قبل الشرعية بأنه أداة بيد الحوثيين ويعمل على تنفيذ أجندتهم وأهدافهم وكذلك في حال وجود تحالف مشابه يدعو للسلام ويتم إشهاره في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية سيتهم من قبل الحوثيين والمؤتمر بأنه أداة من الشرعية ويعمل على تنفيذ أجندتهم وأهدافها .!
هناك تساؤلات كثيرة عند الحديث عن صناعة السلام في اليمن وأهمها : هل ستسمح الأطراف اليمنية لهكذا تحالفات ومبادرات بالعمل في الشارع بحرية لتحقيق أهدافها ؟!!
وإلى اي مدى ستتفاعل الأطراف اليمنية بشكل إيجابي مع دعوات التحالف الوطني لصنع السلام في اليمن وتقدم تنازلات حقيقية من أجل إحلال السلام وإيقاف الحرب وحقن الدماء ووعودة الدولة اليمنية للجميع ؟!
وإلى اي مدى ستتفاعل الأطراف الدولية والإقليمية مع دعوات السلام المحلية وستسجيب لها خاصة وأن قرار إيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن قد تحول إلى قرار إقليمي ودولي بعد تدويل القضية اليمنية ووضع اليمن في عهدة المجتمع الدولي والقوى الكبرى وفي وصاية الأمم المتحدة ؟!
كما ينبغي على " التحالف الوطني لصناعة السلام في اليمن " أن يثبت أنه قام لصناعة السلام فعلا بحيث يتحرك بشكل حقيقي في الشارع اليمني ويقيم الفعاليات النخبوية والشعبية حتى يلفت أنظار الرأي العام المحلي والدولي ويكسب ثقة المواطن اليمني فيلتف حوله ليتحول إلى تيار ثالث يفرض السلام ويضغط على كافة الأطراف اليمنية لتقديم تنازلات حقيقية من أجل إحلال السلام في اليمن .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها