هل للسقوط نهاية ؟
تزداد يوماً عن يوم الظواهر الدخيلة ، وتتسع مساحة التصرفات اللامسئولة ، وتتكرر المشاهد المسيئة ، وتتعدد التيارات المتشرذمة ، وتتابع سلسلة الأفكار الموغلة للصدور، ويستمر إطلاق الأبواق النتنة ، وتقبح مظاهر التمدن ، وتتشوّه محامد القبيلة ، وتنعدم خطواتنا نحو الخلاص وسط سقوط لا حدّ لمنتهاه.
وسط كل ذلك... تحبط العامة ، ويتساءل المتابعون ، ويتعجب العقلاء ويحار المفكرون والخبراء ، ويستحوذ منطق الاستغلال وبين هذا وذاك لا مستفيد.
مشاهد تعدّى ضررها أصحابها بل ومجتمعها ، أفكارٌ وأفهامٌ أساءت لحامليها قبل غيرهم ، فرّقت أسراً ، أضعفت مجتمعاً , ألسنة أحرقت نفسها حين أشعلت في غيرها.
وبين هذا وذاك استحوذت طائفة لا تنحني إلا في النور ,فالظلام عشقها والماء العكر ميدان رقصها فاستلذّت بالأوحال وطابت بظلمة الأحوال ؛ لكنها ما تلبث هارعة لجحورها حين يؤذي بصرها خيطًاً من نور سطع فَيُعلّمُ عليهم المجتمع علامة البُعد ، ويقصيهم اتقاء العدوى.
إن علامات الاستفهام والتعجب والحيرة المرسومة على وجوه الكثير جرّاء المساق اليومي الملموس لتنجلي سريعاً حين تعلم أن السقوط لا تُعرف له نهاية ، فهو سلاسل تجرّ بعضها بعضاً لا منتهى لسفولها.
فمن جرّب السقوط مرةً غابت عنه المفاهيم العالية والرؤى السامية ، والحلول ذات الآفاق الشاملة ، فلا يرى في سقوطه إلا نظرات قاصرة ، ولا يسمع إلا حلولاً ناتئة ، وينطلق فهمه وعمله منبعثاً من رؤى سقوطه .. ويتتابع السقوط.
فيا من عافاهم الله من عدوى السقوط : اعلموا أننا وإياكم على شفا جرفٍ هار من سقوطٍ لا محالة , فكلنا في سفينة واحدة رغم تعدد القباطنة ، ومصيرنا واحد رغم اختلاف المسارات ، فلا تكتفي وجوهكم بتعابير الحيرة والتعجب والإحباط والتساؤل فدورنا ودوركم طوق نجاة لنا ولكم ولهم , وينتهي على إثره مسلسل السقوط.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها