مقالات
الأحد 03 مارس 2013 09:35 مساءً
عن منجم الازمات .!
رداد السلامي
الوضعية الطبيعية لشخص كعلي عبد الله صالح هي أن ينتهي لكن أقدار الله ساخرة ، ولذلك أبقته حتى اللحظة لــ"حكمة يعلمها الله " هكذا أجدني أردد مع الأخ الأستاذ محمد اليدومي حفظه الله.
علي عبد الله صالح لازال حتى اللحظة منتج للأزمات وتأثيره أضحى واضحا في مجرى الأحداث السياسية بعد الثورة اليمنية وما تلتها من مكائد ، وهو رجل لا زال يتوهم عابثا أنه يمكن أن يعود إلى السلطة أو يمنح ابنه من بعده إمكانية الوصول إليها أو الإمساك بزمام الأمور حتى يصبح خيارا لابد منه .
الرجل شخصية انتقامية بالتأكيد هو لن يهدأ حتى يرى اليمن ممزقة ويمكن أن تصبح دويلات متناثرة عله يظفر منها بنصيب أو قطعة أرض يحقق عليها مملكته البائدة وأحلامه المجنونة تلك التي لا تنسجم مع العقل ولا تتماشى مع منطق سوي ، لكنه منطق هذا الكائن المحروق وهذه الورقة التي أراقت دماء اليمنيين وأرقت مضاجعهم حتى اللحظة بما تفرزه من سعار محموم وشعارات أنيقة تحوي تحتها أبشع أساليب الانتقام والخراب .
لازال يمثل علي عبد الله صالح منجم أزمات ولازال الرجل الذي أحرقته يد خفية في مسجد ضرار قصره البائد أفعوان يتلظى بالسموم ويبحث عن مكان يليق بأنيابه المنقوعة بالسم كي ينفث فيه أكبر قدر من غدره وكراهيته.
إن رحيل هذا الرجل روحا وجسدا من واقعنا الوطني هول الحل الأولي لإنتاج بقية الحلول الوطنية ، وكان يفترض أن يلقى ذات مصير صاحبه القذافي لكن أقدار الله اختزنته لحكمة لا نعلمها ويعلمها سبحانه وتعالى وحده ، فلعله سيموت بطريقة غير متوقعة ولم ترد على الحسبان ولعل موته سيكون بشعا قياسا بما يكتنزه من حقد أسود على هذا الوطن وشعبه ..
إن علي عبد الله صالح يمثل مربط كل الأزمات وأساس كل معضلة ولازال يعمل حتى اللحظة ومن موقع وجوده على تلميع وجهه المحروق ماديا ومعنويا ، وهو بالتأكيد لعنة في ذاكرة التاريخ ودفاتر الأجيال ولن يستطيع محو صورته التي كونها نظام حكمه وسلوكه السياسي الذي تناسى الوطن وقضاياه المصيرية وراح يسابق الزمن ويعصر الأيام عصرا من اجل تأكيد انتقال السلطة إلى أبناءه وذريته التي مثلت أسوء ذرية بما سببته من مآس وطنية نتيجة أن ولي أمرها أحرق الوطن في سبيل أن تستولي على خيرات الوطن ومقدراته
شاركنا بتعليقك
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها