الأحد 03 مارس 2013 04:17 مساءً
إن الله لا يهدي القوم الظالمين
كثيراً ما أتساءل لماذا لا يتعظ الحكام العرب من بعضهم البعض، لماذا لم يتعظ حسني مبارك من الهارب زين العابدين بن علي، ثم لماذا لم يتعظ الطاغية معمر القذافي من حسني مبارك، كذلك لماذا لم يتعظ المخلوع علي صالح من المقتول القذافي، وأيضاً لماذا لم تعظ بشار الأسد من سابقيه ... وهكذا يبدو أن الحكام المستبدين لا يتعلمون من تجار بالآخرين أو لعلهم لا يجيدون قراءة التاريخ قراءة صحيحة.
هؤلاء الحكام الظلمة الذين أذاقوا شعوبهم أصناف العذاب والقهر والظلم ونشروا الفساد والجهل والفقر لازالوا يتصورون أنهم وحدهم القادرين على حكم البلدان وبدونهم لن يكون لشعوبهم عنوان لأن شيطانهم البليد صور لهم أنهم من هذه الأوطان، هم حماة الديار ورعاة الديمقراطية وحفظة النفس وصناع النهضة/ ما أدرك هؤلاء بعد أنهم رمز الظلم وعنوان الفساد، سبب التخلف وأنهم دعائم الجهل والاستبداد في الوطن العربي بسببهم عاد بنا الزمان مئات السنين إلى الخلف وبسببهم ما عاد لأمتنا قيمة أو وزن أو اعتبار إلى الخلف وبسببهم ما عاد لأمتنا قيمة أو وزن أو إعتبار بين الأمم بين الأمم.
هؤلاء الحكام يستحقوا فعلاً أن يرثى لحالهم لأنهم كذبوا المكذبة وصدقوها وعاشوا سنين في عالم الأوهام في بروج عاجية بعيدين عن شعوبهم منفصلين عنهم جسدياً وروحياً.
إلى أن صنع الله هذه الثورات وزرع لدى الشعوب الرغبة في التغير ليظهر لهؤلاء الطغاة كذب ما كانوا يفترون أدركوا أن كل إنجازاتهم الموهومة كانت سراب وكل اعتقاداتهم الباطلة ذهبت هباء.
ما دفعني للكتابة هنا هو المجازر التي ارتكبت ولازالت ترتكب بحق الشعوب الثائرة وما دفعني أيضاّ للكتابة هنا هو ما نسميه ونراه من أفعال لبقايا الطغاة وفلول الأنظمة في دول الربيع العربي بإيعاز من شياطينهم البائدة دون مراعاة لحرمة الدماء والأموال كل شعاراتهم عن الديمقراطية والحرية ومصلحة الشعب التي ظلوا لسنوات يتشدقون ويتغنون بها أصبحت هباءً منثوراً ذهبت أدراج الرياح.
هؤلاء الظلمة لم يتعظوا ولن يتعظوا أبداً لم يفهموا سنن الله في الحكم القاضية بهلاك المتكبرين والمتجبرين لقد حق عليهم قول الله تعالى "" أن الله لا يهدي القوم الظالمين "" هم بأفعالهم الفاسدة وأعمالهم الظالمة حكموا على أنفسهم الميل عن الطريق القويم وصنعوا وبجداره فجوات واسعة وسدود منيعة بينهم وبين شعوبهم عاثوا الفساد وقهروا العباد ثم هم بعد ذلك يمنون أنفسهم بالعودة يظنون الشعوب ستبكي عليهم.
يا أيها الطغاة الظلمة المفسدين لقد نزعكم الله عن الحكم ونفضتكم الشعوب، مُسحتم من التاريخ وانتهيتم من الزمان حكمت عليكم محاكم الأرض بالذل والهوان وعليكم الآن المكوث في غرفكم المظلمة وسط ذكرياتكم المتعفنة حتى يأتيكم حكم السماء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها