حتى لا يدفع العمل الخيري اليمني ثمن الصراعات الإقليمية ؟!
قبل أيام وضعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين ثلاث جمعيات خيرية يمنية هي" الإحسان والرحمة والبلاغ " على قوائم الإرهاب لديها إضافة إلى شخصيات يمنية معروفة بنشاطها الخيري وكل هذا تم بتهمة تمويل القاعدة بحضرموت ومن وجهة نظري يظل الحديث عن علاقة تلك الجمعيات الخيرية بالقاعدة مجرد اتهامات بلا دليل ولا وثائق تثبت هذه الاتهامات إذ لم يرد في قرار الدول الأربع سوى إشارة إلى أن هذه الجمعيات تلقت تمويلها من قطر وهذا الدعم القطري إن صح هو ما جنى علي تلك الجمعيات الخيرية وهنا ندرك أن الأمر لا يخرج عن إطار الصراعات الإقليمية والمكايدات بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة وبين قطر من جهة أخرى وفي كل الظروف والأحوال فإن المواطن اليمني يظل هو الخاسر مما يحدث فهو إن كان شخصية معروفة بنشاطها الخيري والعلمي يصنف كممول للإرهاب وإن كان مواطن عادي فالجمعيات التي تساعده سيتم حصارها واغلاقها بتهمة تمويل الإرهاب وفي كل الأحوال فاليمني هو الضحية .
العمل الخيري اليمني يشوبه الكثير من الأخطاء وبه جوانب من القصور ولنا عليه ملاحظات ولكن الإنصاف يقتضي منا أيضا القول أن هذه الجمعيات الخيرية تقوم بدور اغاثي واجتماعي مهم جدا حيث تعول آلاف الأسر وتكفل آلاف الأيتام وتعالج عشرات الآلاف من المرضى وتساعد آلاف المحتاجين وتقدم السلال الغذائية لمئات الآلاف من الأسر بشكل موسمي أو دائم وهذه جهود كبيرة وعظيمة ينبغي تجاهها توجيه كل الشكر والتقدير للقائمين على هذه الجمعيات الخيرية ودعم جهودهم ومباركتها خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا .
هذه الجمعيات الخيرية تنشط منذ سنوات عديدة إن لم نقل عقود وتمارس أنشطتها تحت سمع وبصر الجميع وأولهم الدولة ممثلة بالسلطات المحلية وتقدم هذه الجمعيات الخيرية تقارير سنوية وكشوفات ختامية بما وصلها من تبرعات وأين صرفتها وتتلقى دوما دعم وشكر السلطة ومباركتها ويحضر قادة الدولة احتفالاتها ويدعون لدعمها فما هو الجديد الذي وضع هذه الجمعيات الخيرية موضع الشبهة وجعلها في دوائر الاتهام ومرمى التصنيفات بتمويل الإرهاب ودعم القاعدة ؟!
الجديد من وجهة نظري هو هذه الصراعات الإقليمية والمكايدات التي جنت على العمل الخيري اليمني واستهدفت منابعه وموارده بما يحرم أبناء اليمن مما تبقى له من جمعيات خيرية تدعمه بما تقدر عليه . !
على أجهزة الدولة بحضرموت وفي كل مناطق اليمن أن تمارس الرقابة المطلوبة على الجمعيات الخيرية وفي المقابل عليها أن تدعمها وتبارك جهودها وأنشطتها وترفض هذه الاتهامات التي ستجني على المواطن اليمني قبل كل شي .
وعلى الجميع الوقوف رفض هذه التصنيفات التي تطل أبناء اليمن أفرادا ومؤسسات والعمل على إلغائها حتى لا نصبح شعبا في قوائم الإرهاب وتصبح كافة مؤسساتنا الخيرية متهمة ومصادرة وندفع ثمن الإملاءات الدولية والصراعات الإقليمية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها