الشهيد عبد الله النقيب ومعاني الاستشهاد!!
لا تحتاج حادثة استشهاد الخبير المالي مدير فرع البنك الأهلي اليمني بالمنصورة ـ عدن ـ عبد الله سالم النقيب وهو يدافع عن الأمانة التي تحملها وزملاءه في حراسة وحماية أموال الناس ـ لا تحتاج إلى تعليق وشرح وإيضاح فالرجل قد فضل الموت على أن يتخلى عن تلك الأمانة مقابل إنقاذ حياته، والحياة تستحق أن تفدى بالكثير والكثير من المتاع، ولربما لو كان غيره في مكانه لاستسلم لعصابة السطو والنهب والسلب حتى ينقذ حياته وحيوات زميلاته وزملائه، لكن عبد الله وقف موقف المكافحين الأبطال ليذود عن مفردة الأمانة والشرف معرضا حياته للخطر ومستشهدا في سبيل أن لا يقال أنه خان الأمانة.
بالأمس فارق الرجل الحياة في غرفة العناية المركزة في مستشفى النقيب بمدينة عدن، بعد محالاوت عدة لإنقاذ حياته لكن القدر كان أقوى وأقسى من جهود الأطباء النبيلة والصادقة، وما علينا اليوم إلا أخذ العبرة من هذه الحالات النادرة التي قلما تتجسد في سلوك موظف عام لم يدخل في اصطفاف سياسي ولم ينحز إلى خيار أيديولوجي ولم يتبنى منبرا حزبيا، لكنه اختار سياسة التمسك بالقيم النبيلة وانحاز إلى أيديولوجية الأخلاق السامية وانتمى إلى حزب الأمانة والصدق والوفاء لكلمة الحق ورفض الاستسلام للخوف مقابل احتفاظه بحياته وفضل الموت مقابل التمسك بالأمانة والشرف والوفاء بالعهد.
لقد قدم الشهيد النقيب درسا يمكن أن يكون مرجعا لكل الباحثين عن التمسك بقيم الشرف والكرامة والفداء والأمانة، وتمسك بالحق وحافظ على نقاوة اسمه وسمعته التي ستظل نورا يتلألأ في سماء الوطن ومرجعا لكل الشرفاء وللأجيال الجديدة التي تنمو وتكبر في هذه ألأجواء الموبوءة بالفساد المالي والإداري والتراجع القيمي والانحلال التربوي.
وسيظل عبد الله نموذجا للموظف الحكومي الممتلئ بالنقاء والعزة والفدائية النادرة في هذا الزمن الملوث.
رحة الله تغشى الشهيد عبد الله سالم النقيب وصادق العزاء والمواساة لأهله وذويه وأصدقائه ومحبيه ورؤسائه ومرؤوسيه
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها