«أنتر بن شداد»!!
إن كان هناك من يستحق درعاً فهو «الفايسبوك».
من قال إن أكثر لعبة نلعبها في الفايسبوك هي لعبة المزرعة السعيدة؟!
أكثر لعبة نلعبها في الفايسبوك هي لعبة «الوهم».
ولا عجب أن نلعب لعبة الوهم بجميع أنواعه؛ فمثلما يتمنى الخروف أن يذهب إلى المزرعة السعيدة التي في الفايسبوك يتمنى المواطن أن يذهب إلى اليمن السعيد الذي في كتاب التاريخ، ومعنى هذا بالحرف الواحد أننا لا نملك سوى أن نتمنى وفي أحسن الأحوال نفسبك.
عندما يحبل الفراغ يتمخض ويلد وهماً تلو آخر وأحياناً يعشعش الوهم.
كلٌ يرى نفسه في صورة أو عبارة أو موقفاً.
تجد من يطارد وجه امرأة في وجوه كل النساء، وتجد من تطارد رجلاً في كل الرجال.
وتجد من يبيع الوهم وتجد من يشتريه.
الفايسبوك عالم افتراضي جعل منه الفراغ أسطورة من فوائده أنه استوعب الكثير من الإبداعات، وأظهر المواهب واختزل التواصل والوقت، ومثل وسيلة سريعة للتثقيف والاطلاع على التنوع الثقافي بشكل عام، لكن من سلبياته أنه يقتل الوقت، وأنه يجعلنا أمة مستهلكة لكل شيء، حتى الكلام أكثر منها منتجة، وأنا قلت من قبل: لو كان فيه فايسبوك أيام ثورة سبتمبر أن نص الثوار رقدوا ليلة الثورة.
بالنسبة للتعامل لا يوجد فقط أسماء مستعارة يوجد أيضاً أرواح مستعارة وقلوب مستعارة ووجوه مستعارة وواقع مستعار، لا يحق لي أن أحكم «فلان كاذب أو صادق» أو «فلان أمين أو خائن»، الله وحده يطلع على القلوب، والأخطاء واردة على الجميع، ومن حكمة الله أنه جعل الناس معادن، وجعل الصدق عمره طويل والكذب عمره قصير، وأوجد المآزق التي تنكشف فيه الطباع، ومثلما يمتحن الذهب بالنار يمتحن الصديق بالتجربة.
الفسبكة هذه الأيام مثل السواقة في الشوارع اليمنية أفضل وسيلة للدفاع والهجوم.
حتى الفايسبوك أصبح يعاني من حالة الفلتان، تنزل موضوع، وتجلس تفارع بين المعلقين، كل واحد ماسك اللايك بيده مثل الصميل...
ومع رداءة النت تشعر أحياناً أنك تحدث الفايسبوك، ولا يفهمك، تلقي محاضرة بالصنعاني في جامعة نيودلهي!!
بالنسبة للمفسبكين انطفاء الكهرباء رحمة من الله؛ لأنه لو لم تطفأ بايجلسوا جنب الفايسبوك طول اليوم.
ومن الوهم الذي قد يكون أحياناً اضطرارياً وخصوصاً للبنت، وهم الأسماء المستعارة.
تخيلوا لو كان فيه فايسبوك في الجاهلية إيش بيكون الاسم المستعار اللي بيدخل فيه أبو لهب وأبو جهل وأبو الحكم وعبدالله بن أبي؟!! أم جميل بتحصلها ساعة، وساعة حمالة الحطب، وساعة أم 44 مطب، وبتحصل: فتاة قريش، وخزاعية وافتخر، والناقة الحمراء.
عن الأسماء المستعارة التي جعلت الفايسبوك عصيد بوك كتبت في «كلنا تعز»: «الأسماء المستعارة خلصت على كل الظواهر الطبيعية الشمس والقمر والرياح والمطر والندى والثلج والعواصف والخريف والربيع والشتاء والطيور، والفراش، والورود.
يا أصحاب الأسماء المستعارة: فيروز غنت «أسامينا كم تعبوا أهلينا..»، وأنتم أساميكم المستعارة كم جننت فينا!! حيرتم قواميس اللغة، خليتم القاموس المحيط القاموس المطيط، وجننتم الزمخشري والبحتري، واستنفدتم كل الأسماء: عربي، وإنجليزي، وفرنسي، وروسي، وبلدي، وإغريقي.
تشوف مائة واحدة اسمهن قطرة الندى؛ علشان تقدر تفرق بينهن تشتي لك قطرة عيون، وتشوف فتاة المطر، وفارس المطر، وقطرة مطر، ومطر المطر، وميزاب المطر، وممطور وافتخر، وأحمد مطر، ويا مطر وامطر!!! اختصروا وقولوا :شلال بني مطر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها