الى زملاء الحرف نحن من يريق الدماء ويصونها .
اتابع منذ اشهر كغيري من زملاء المهنة الاعلامية والسياسيون ومثقفو المجتمع وكذا نشطاء شبكة التواصل الاجتماعي مايجري في البلد وخصوصا فيما يتعلق بجنوبه من معارك اعلاميه طاحنة تحولت الى واقع مؤلم اليوم , تنكرت الأقلام لوظيفتها وتحولت الى أسلحة فتاكة تدمر المجتمع وتقطع الروابط بل قل وتقضي على ماتبقى لدى مجتمعنا من قيم واخلاق وشهامة , تحولت قطرات الحبر الى سم زعاف لم تعد الوان الحبر تتنوع بحسب الحاجة لها لتنسيق نصوص وإضفاء لوحة جميلة على صور ورسوم ولكنها اقتصرت فقط على لون الدم يراق على محراب الكلمات ويصدرالضحايا يوميا بلاهواده , يكذب الف مره من يقول ان تلك الاقلام تحركها الوطنية او الانتماء لقضايا المظلومين بقدر ماهي تنفذ اجندة ممولي الظل وممتهني اللعب على اوراق الصراعات المقيتة المتاجرين بقضايا الامة وبالتحديد اولئك الذين ادمنوا التكسب من اللااستقرار في بلد غير مستقر اصلا . لفت يمينا ويسارا فتشت بين تعاطي كل وسائل الاعلام في بلادنا سواءا الورقية او الالكترونية مقرؤة ومسموعة ومرئية بشتى توجهاتها الرسمية والحزبية والطائفية والمناطقية فلم اجد بينها ولاءا للوطن البتة كلها تغرد خارج السرب وتابى ان تعيش للوطن , قد يعتبر البعض هذا الطرح نوع من التطرف لكنه الاكثر قربا لواقعنا المعاش اليوم بدليل وجود مواقع اعلامية اخباريه لاحصر لها وصحف بلا عدد وقنوات فضائية عده لكنها لاتجيد كلمة واحدة تدعو فيها لراب الصدع والحفاظ على سلمية المطالب , واحترام الناس لبعضهم البعض وبما يحقق ايجاد ثوابت تحكم العلاقات بصرف النظر عن هوة التباين , تدلف صفحات الفيس بوك لاتجد سوى تحريضا وشتما وتراشق وتوعد بحروب داحس والغبراء وصراع على مستوى كبير غاب عنه العقل والمنطق , يطل عليك محررمن موقع اخباري بخبر يرمي به غيره بالبهتان والافك واستخدام كل ماهو جالب للفتنة , مواقع تفتقر للمهنية وسميت مجازا اعلاميه دون ادنى انتماء للاعلام وشرف الكلمة , والاشد إيلاما ان هذا الخبر او ذاك يصوغه صاحبه من مجلس قاته او غرفة نومه داعيا للعنف والقتل والتدمير واراقة الدماء ثم يتوارى هو في نوم عميق بينما عامة الناس والطيبين منهم ياخذهم حماس اللحظة وبصدق نواياهم وكان حلمهم لن يتحقق الا غدا فيخرجون باحثين عن سعادة لا اظن اننا سنجدها عما قريب في ظل كثرة اللاعبين ومستثمري الجراح مناضلي القصور العاجية , يخرج اولئك بصدق نية فتراق دمائهم بفعل تناول اعلامي غير مسؤول جرى التراشق به مع بعضنا البعض في ساعة عبث ولهو غير مدركين ان هذه الدماء نحن معشر الاعلاميين ومنتسبي السلطة الرابعة من ارقناها اولا على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية والصحف وقنوات التلفاز , ثم انشلغنا بعدها نواصل تتبع اعمال القتل ونذكي نار الفتنة بخبر صحيح وعشره فيها من الفبركات والمغالطات ما الله به عليم . تتوسع دائرة الفوضى ونحن مانزال على نفس الرتابة من التعاطي اللا مهني معها ,نسينا ان الفتنة لاتصيبن الذين ظلموا خاصه , وان ممارساتنا تلك تسير في خطى هدم المعبد على رؤوس الجميع , غابت الرؤى ومبادرات صون الدم الواحد , ليس هذا فحسب ولكن ما ان يسقط ضحية مضرجا بدمائه حتى تتهلل اسارير كثير من المترزقين وتتحول الجريمة الى وسيلة لجني المكاسب تطبيل يتبعه تطبيل ودماء . عليه الا يجدر بنا اليوم ان نصبح رسل خير وسلام نضع لعملنا ميثاق شرف يخدم الحقيقة وان كانت مره وبحياد مطلق , ونسعى بكل إخلاص إلا ندع مجالا لاستغلال الإعلام في تنفيذ أجندات لاترى في الانسان سوى مطية لنفوذ وسلطة ووقود لإشباع رغبات حقد وصراعات شخصية لا اقل ولا اكثر .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها