هل يخفف مؤتمر جنيف من معاناة اليمنيين ؟!
مؤتمر جنيف يعقد تحت عنوان دعم اليمن لمواجهة الأزمة الانسانية وأعمال الاغاثة ، غير أن منح المجتمع الدولي الإحساس بالرضى وإعفاءه من مسؤليته المفترضة أمام ما يعانيه اليمنيين هو ما سيتحقق ومن دون أن يحدث أي فارق في تخفيف تبعات الحرب وانهيار الدولة وانقطاع كل سبل المعيشة امام اليمني منذ سبعة أشهر بانقطاع الرواتب.
لم تؤدي اي مؤتمرات دعم في حالات مماثله لنتيجة مطمئنة.
ولم يقدم مؤتمر لندن وخلفه رعاة المبادرة أي دعم للسلطة الانتقالية قبل انهيارها واجتياح الدولة والمجتمع من قبل الحوثيين ، ولو كانوا قدموا الحد الأدنى من وعودهم لما سقطت الدولة ومعها اليمنيين ومدنهم وحياتهم في هذا الجحيم.
لا أعول على الخارج لإنقاذنا معيشيا أو دفع المرتبات ولكن اتحدث عن مسؤولية إنسانية مفترضة ، موقف صارم وملموس وحقيقي ازاء الحالة اليمنية : عالم الاهوال اللامعقول الذي يواجهه اليمني في حياته اليومية.
الحرب الكبرى التي تظهر كخلفية وراء الحرب الرسمية بين جبهتين في ساحات المعارك والقتال ، هي الحرب ضد اليمنيين من كل المسميات ومن كل اتجاه وصوب ومن المجتمع الدولي.
حرب تشمل الحياة والمعيشة والراتب والكهرباء والماء والغذاء والخدمات والتعليم والفضاء اليومي بمجمله امام اليمني على مدار الوقت الذي عدى ثقيلاً ومأساوياً مع كل يوم يمر.
وهي حرب يتماهى فيها الفرق بين النقيضين الانقلاب والشرعيه ويتحد في خلفيتها كل الأطراف واللاعبين الداخلين في الحرب بما فيهم التحالف العربي وعلى راسه السعودية والامارات.
فلا احد يقف امام اليمني كمسؤول ليفعل شيئا.
الاجتياح " الانقلاب " الذي اسقط الدولة هو السبب .. نعم هذا صحيح... غير أن وقوفك عند هذه النقطة كشرعية تدعي تمثيلها لليمنيين وعدم القيام بمسؤلياتك ازاء حياتهم ومعيشتهم ورواتبهم وخدماتهم يجعلك موضع اتهام ويضع مشروعيتك تحت علامة استفهام كبيرة ويفرغها من مضمونها لتتحول ضرورة بقاءها الى مجرد احتياج اقليمي للسعودية والامارات لإعادة صياغة اليمن وفق إرادة مريبه وغامضة الأهداف .. بدلاً من كونها " ضرورة بقاء الشرعيه شرعية الدولة والجمهورية " احتياج وطني وسياسي وشعبي لليمنيين وبلدهم ليتمكن هذا الأخير من الامساك بالخيط الأخير للمحافظة على وجوده كبلد موحد تحت سقف دولة واحدة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها