الأحد 16 أبريل 2017 12:21 صباحاً
الإسلاميون "العلمانيون" الجدد!
تخوض تركيا معركة التعديلات الدستورية التي نادى اليها حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية...
التعديلات التي أقر البرلمان إنزالها للشعب للإستفتاء عليها بالقبول أو الرفض، تركز على مسألة جوهرية، وهي قلب نظام الحكم من برلماني الى رئاسي ، وهو النظام الذي يرى الحزب الحاكم أنه سيمكنه من التحرك بسرعة أكبر في قضية التنمية، والقدرة على إتخاذ القرارات المصيرية بوتيرة أسرع فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية ،
معركة الدستور تعتبر جزء من معارك الحزب التي يحاول أن يتخلص فيها من أسوء ما في الإرث الأتاتوركي من البيوقراطية والتزمت وغيرها .
وستمر هذه التعديلات برأيي ..
العجيب أن الرئيس رجب طيب أردوغان ورفاقه في الحزب من قادوا نهضةً غير عادية نقلت تركيا في فترة قياسية الى مصافِ الدول العظمى سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً ..
ومن قدموا أداء مثالياً في مجال الخدمات والبية التحتية والرعاية على كافة المستويات ، ليس لمواطنيهم فقط ، وإنما للمتضررين من الدول المشتعلة المجاورة، وعلى وجه الخصوص الشعب السوري ،، .. فالحزب المتألق في مواقع النجاح والتميز فعلاً، يبحث عما هو أكبر وطموحه لما هو أعظم .. ..
والأعجب أن التعديلات التي تحدث لأول مرة في الدستور طالبت بتوسيع صلاحيات رئيس الجمهورية، ولم تمس لا من قريب أو بعيد الدستور العلماني الذي يتحرك الإسلاميون في ظله منذ خمسة عشر سنة تقريباً،
وفي ظل هذا الدستور العلماني تمدد الإسلام أفقياً ورأسياً ويتغلغل كل يوم بأريحية وهدوء وإنسيابية في كل مرافق الدولة العلمانية، ويزحف الى خارج حدودها ..
ليرسل رسالة مفادها أن النصوص ليست من تصنع المجد ، بل الأرواح المحلقة التي تحملها .....
في الواقع ، نحن كإسلاميين نتطلع لتركيا كنموذج ناجح، ويحدونا الأمل، وعلى يقين أن التعديلات ستفوز ب" نعم " ليس بنسبة 99٪ للحزب المنتج المثمر الناجح، وإن كان يستحقها فعلياً،
وليس كما يحدث في مجتمعاتنا المتخلفة التي يحصل فيها الحاكم الفاسد المجرم الفاشل بذات النسبة ،،
وإنما سيفوز العدالة والتنمية بنسبة تؤهله للنجاح وليس للإكتساح ، والسبب يعود لنجاحه الآخر الذي إشتغل عليه لسنوات، في بناء "الوعى السياسي المدني "، ليس لأعضاء الحزب وأنصاره، وإنما على مستوى المعارضة القوية التي لا تقل عن الحزب الحاكم تميزاً وإبداعاً ،، ..
هذه تركيا التي يتجانس فيها الإسلاميون والعلمانيون ،
ويتنافسون تنافساً شريفاً لما فيه مصلحة الشعب كلاً من زاويته، وإستطاعوا تجاوز التحديات والصعاب وليس آخرها الإنقلاب العسكري،
الإسلاميون أو كما يسمون أنفسهم العلمانيون أو العثمانيون الجدد ... نموذج طبق الإسلام روحاً ومقصداً وسلوكاً كل يوم يتجذر في عمق الهوية والإنسان ، إسلام الحقوق والحريات العامة ، والمواطنة المتساوية ، والحرية، والعدالة ، والقبول بالآخر ، وكل القيم الإنسانية العظمى . ... وتهانينا للقيادة والشعب التركي مقدماً ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها