"قحطان" الذي أرقهم !
"محمد قحطان" اسم سيتذكره التاريخ باعتزاز ، وستقف له الأجيال ملقية تحية الوطن ، وستغني العصافير شادية باسمه المميز في قوائم الأحرار . في تاريخنا الحديث ثمة رجال أعطوا للوطن الكثير ، لا لشئ إلا لأنه سكن قلوبهم العامرة بالحب ، ومن مائه العذب شربوا في صباحاتهم المشرقة ، ومن هؤلاء وفي مقدمتهم ذلك الرجل الاسطورة الذي يقبع في اقبية مليشيا الانقلاب المقيتة ممارسةً ، والامقت فكراً وتفكيراً . خلف أسوار الحقد الأعمى يحتجز الانقلابيون جيشاً من الأحرار ، لكن خارج هذه الأسوار الموحشة يعيش هؤلاء الانقلابيون سجناء لجهلهم الأعمى ، وأفعالهم التي تصيبهم بالخوف ، وتجعل نومهم أرقاً ، وضحكاتهم حسرة ، ويغشاهم الهم ، وهم يرون الدائرة تدور عليهم ، وحبل الإعدام لتاريخهم الموبؤ ولانقلابهم المشؤوم يقترب من الرقاب ، والارض تضيق عليهم ، والسماء تتلبد من فوقهم . "عجلة التغيير انطلقت ولن تتوقف" حقيقة قالها يوماً الراحل المناضل فيصل بن شملان وهو يدشن مرحل اسقاط سلطة العائلة ، فدارت الأيام وتهاوت هده السلطة تحت اقدام الأحرار ، وكانت ثورة الشباب في 11 فبراير حاسمة في إغلاق صفحة حقبة أذاقت اليمنيين أشكال العذاب ، وجعلت البلاد في ذيل القائمة في كل التصنيفات العالمية . ولأن شهوة السلطة تودي بصاحبها في المهالك ، فقد تحالف الحالمون بايقاف عجلة التغيير مع رواد مشروع الطائفية المقيتة ، لينقلب الثنائي المقيت على انجازات ثورة فبراير المجيدة ، وأمامهم وجدوا قحطان كأحد الرواد ، بل أنصعهم وأقواهم ، فزجوا به في غياهب ظلامهم الأعمى ، لكنهم عجزوا عن ايقاف مشروع التحرر ، وهبَّ اليمنيون يدافعون عن منجزاتهم ، وبدأ الخناق عليهم يضيق ، والفرحة تتحول فيهم إلى ندم . عامان مرَّا ، ولازال الحكيم اليماني محمد قحطان وراء قضبان الحاقدين على الحرية ، ولأنه أرقهم بما يحمل من حب للوطن، وهمة ساطعة لخدمته ، فقد جردوه -او هكذا توهم جهالهم- من قدرته على بث أفكاره النابضة بالحرية ، الطامحة لفجرٍ جميل لا يحمل في تباشيره أي من بقايا ظلام الليل الأسود ، ومخلفات الزمن الاكثر سوادا . لم يكن قحطان يوماً رجل حرب ، أو داعية للقتل ، ولم يكن يدير جيوشاً ، ولا يملك بنوكاً ، ولا يكتب لمحبيه شيكاتاً ، ولا ينتظر منهم قصائد المدح ، ولا رسائل الثناء ، لكنه كان رجلاً بسيطاً يحمل في فكره مشروعاً للتحرر والانعتاق القائم على السلمية يؤرق منام الحالمين بالعودة عن التغيير للوراء ، وهيهات لعجلة التغيير إن انطلقت ان تعود . نفتقد حكمة قحطان ، وأجزم انه لو كان طليقاً لبحث لهم عن مخرج من ورطتهم ، ولو استمروا في الجلوس إلى طاولة الحوار معه لكان أخذ بيدهم لانقاذ ما يمكن انقاذه ، لكن قدراً اراده الباري فحرمهم من حكمته حين كانوا بأشد الحاجة لها . اسرة قحطان تفتقده كما يفتقده الوطن الكبير ، واهله ومحبوه يدعون على الظالم ليل نهار ، ولدعوة المظلوم عند الحي القيوم منزلة ، والرجال الذين تربوا على مشروع قحطان التحرري يهبون أرواحهم وأوقاتهم وكل ما يملكون ليعيش الوطن حراً ، وتعود الشمس لتشرق من جديد بهية ساطعة .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها