الثلاثاء 04 أبريل 2017 12:26 صباحاً
صاحب اليمن!
لم أكن على موعد مسبق معه، شاهدته على قنوات التلفزة من قبل، سمعت عنه من المقربين، قرأت كم جملة عنه في المواقع وصفحات التواصل، لكن اللقاء به كان حدثا مهما، ذهب البعض إليه بصفته وزيرا وزرته بصفته نايف البكري، هكذا افتتحت اللقاء، أخبرته أني غير مهتم بالوزراء، مجرد موظفين لا حياة في كثير منهم إلا من آمن بما يؤمن به المجانين والمجاذيب الذين لم يستقم لهم حال بعد.
هل غيرته الوظيفة؟ وهل تستطيع فعل ذلك؟ من حضر عندما غاب الجميع، وصمد عندما هربوا، وتواجد عندما اختفى الجميع لا يمكن لوظيفة أن تثنيه عن أحلامه.
نايف البكري قائد المقاومة في عدن وقائد التحرير الأسطوري، الذي فرضت عليه المعادلة أن يترك العمل الحزبي، عندما سألته عن ذلك كانت إجابته مختلفة عما أظنه، قال إن استقلت من الإصلاح فأنا لا أعادي الأحزاب ولا ادعوا إلى التخلي عنها، قناعتي الشخصية لي، والحزبية كما تعلمون عملية مرتبطة بالاقتناع.
لقد ازاحوك عن المحافظة يا نايف أيضا لنفس السبب، قلت له، كان يتحدث عن خدمة الوطن من أي مكان فليس شرطا عنده أن يظل في وظيفة واحدة، فالوطن هو من يختار لأبنائه وظائفهم.
وقت قصير مر وأنا اتحدث مع واحد من الرجال القلائل الذين لا يمكن تصنيفهم حزبيا ولا جهويا ولا مذهبيا، وإنما أستطيع وحدي تصنيفهم كما أريد، ونايف منهم بالطبع، فهو "صاحب اليمن" أيضا، وليس صاحب الجنوب أو يافع، فمن هان عليه دمه ولم يهن عليه الوطن لا يمكن أن يصنف بغير هذا التصنيف الذي ابتدعته أنا واسجله هنا حصريا.
وطن لا يحرس أحلامه العشاق من الصعب أن ينهض، وما دام هناك نايف ومن هم مثله فهذا الوطن لن يضيع ثانية ولن يتوه الناس.
غير مهم أن اتحدث بصوت مرتفع مادام كل هذه التهديدات تحيط بالوطن والروح معا، وأعيد هنا ما اسمعته لنايف: هناك مشروع عسكري قائم على الأرض يحتاج إلى رص الصفوف والخروج بمشروع سياسي موازي للمشروع العسكري ومكمل له، ليس مهما ما قاله رجل الدولة الآن، فأنا لم أكن حتى أخاطبه إنما اخاطب الرمز النضالي المقاوم للانقلاب على الدولة والشعب، أعلم أني صرت مجنونا مع مرتبة الشرف ولم أعد أسمع إلا لأحلامي، وبهذه الأحلام أستطيع أن أخاطب من التقيه من الناس بانتقاء.
الوطن الحلم يخيل إليَّ أني أراه،، ليس خيالا، نعم أراه، رأيته مع كل شباب المقاومة والجيش الوطني القائم على التضحية لهذا الحلم لهذا الوطن، وقد سبق لي أن نقشته على وجوه صعاليك الله الذين خرجوا من بين التراب ورفعوا علم اليمن عاليا.
زادني هذا اللقاء إيمانا بوطن يتسع لكل منتمٍ له، لكل يمني، لكل اليمنيين، فمن خبر الطريق الوعر نحو الحرية وصنع النصر بيديه لا يمكن أن يحيد عن الكرامة، لا يمكن أن يبيع لا يمكن أن يتنازل، وعلمته السياسة أن يعبر عن ذلك بقوله نحن لن نتراجع عن المبادرة والقرار 2216 ومخرجات الحوار.
هذه الدولة يجب أن تصنع بأيدي الرجال الذين تخلصوا من الماضي بالذهاب بسرعة الضوء نحو المستقبل، ففيه الحل لكل الإشكاليات التي يراها البعض صعبة على الحل، فالمستقبل مختلف ورجاله مختلفون، هم من يجمع بهم الشعب شتاته، من يصنعون للشعب طريقا واضحا نحو تحقيق أحلامه.
يقول نايف البكري الوزير الشاب إن آلاف الشباب الذين كنت معهم في الميدان والذين زرتهم في الجبهات لا يمكن أن يتراجعوا عن حق استعادة الدولة، مهما كانت الظروف، ومن هنا نقول: لا تنتظروا الخير عبر الأطر النائمة أو عبر مدمني المماحكات أو من يرون في السياسة لعبة شطرنج لجنود وأحصنة وحصون بلا أرواح، بل ستجدون الخير عند ثبات أقدام الرجال في الميدان عند صيحات الحق التي تعلوا بنادقهم، لن تجدوها في صفحات التواصل ولا في المواقع الباحثة عن الوهم، هناك عند الأقدام الحافية الممتلئة بالشوك والتراب والعرق فهي من تصنع النصر.
يستطيع هذا الجيل أن ينهي مأساته من صراع الأجيال وصراع الهوية القائم اليوم بتوحيد جهوده في مشروع أصحاب اليمن، الذين سيوجدون الدولة العادلة التي تنهي عذابات الناس في كل أرجاء الوطن، عبر الأقاليم والولايات تجسيدا لحكم الشعب نفسه بنفسه.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها