شيبي متعب شبابي
(شيبي متعب شبابي) مطلع لأغنية شهيرة للفنان الحضرمي أبوبكر سالم بلفقيه وهي بكلماتها ولحنها الحزين جوهر المشكلة لدى إخواننا في الحراك الجنوبي بسبب تدخلات (الشيبه القدامى) الذين عبثوا بالنضال وأدخلوا الشباب الطامحين في خلافات لا أول لها ولا آخر أضاعت المجهود وبددت الرصيد في عبث ومصارعة طواحين الهواء.
ويحق لأي مراقب متعاطف مع الحراك أن يغني بحرقة (شيبي متعب شبابي والقلب يرثي شبابه وهذا الذي يا صحابي لي ما حسبنا حسابه..).
لم يحسب الشباب المساكين وكل المتعاطفين والمناصرين للحراك الجنوبي أن يعبث هؤلاء الكهول بنضالهم كما عبثوا قديما بالوطن والأرض والجمهورية في صراعات وحروب واقتتال كان يأخذ شكلا مناطقيا في دورات عنف ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء هذا الوطن الطيب الذي هو بحاجة للأمان والاستقرار والعيش الكريم وحرم منه نصف قرن ولم يزل حتى اليوم، طالما وهؤلاء الديناصورات أحياء بيننا ويرفضون الانقراض العادل بحقهم.
الأغنية ذاتها تتطلع لماضي لن يعود إلى الأبد (يا ليت الأيام ترجع ونعيد ذيك الليالي) وليت عند النحويين تعني التمني والاستحالة، ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما صنع المشيب..
المؤلم أن (الشيبات) والكهول الخرفين أنفسهم أصاحب الرصيد الأكبر من الإثم والخطايا في تاريخ وحاضر الجنوب هم أنفسهم يتصدرون المسيرة اليوم، وترفع صورهم في المناسبات –فتبا للمصفقين-.
خرجت الملايين في ساحات الربيع العربي من تونس غربا إلى اليمن في شبه الجزيرة العربية مرورا بمصر وليبيا وسوريا تدوس أصنام الاستبداد والقهر والذل والهوان ، فيما يصر بعض إخواننا الشباب في مدن الجنوب على الاحتفاء باللات والعزى وأبي الهول من بقايا الماضي المشئوم، وبما أنهم جعلوا الماضي عنوانهم فهاهم يكررون تصرفاته بقمع الصوت المخالف والاعتداء على ساحات الحرية وشبابها وفعاليات المنظمات المدنية فلا صوت يعلو على صوت الحزب.
يا شباب الحراك لعل سؤالا ملحا يتملككم: لماذا يرفض العام كل العالم سماع صوتنا المدوي طوال سبع سنوات عجاف مرت دون حصاد؟ أجيب عليكم فأقول: لا يوجد في الحياة رجل فاشل ، ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقي فيه،عيشوا واقعكم الجديد ولا تكرروا خطايا من سبق فتضلون في دورة ضياع لا نهاية لها كما فعل جهلاء مكة (إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم لمهتدون) وإنه لمن المخجل جدا التعثر مرتين بالحجر نفسه..
يا شباب الثورة في كل الجنوب وانتم تواجهون الجهل والإحباط وخطابات الوهم تعلموا من رجال الإطفاء كيف لا يواجهون النار بالنار، وكل عام وأنتم بخير ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها