لا إعجاب - لا تعليق – حظر!
هل يستطيع أي من الأحزاب، أو الجماعة، أو المكونات ، أو القبائل ، والجهات ، أن تتحكم بتعليقات ومنشورات أفرادهم _ أبنائهم _ أتباعهم ... في زمن الشبكات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الواسعة الانتشار ؟!
بل هل تستطيع استخبارات الدول، وأمنها القومي، والسياسي، والداخلي أن يقوم بالدور والمهمة ذاتها،
المسألة تبدوا شبه مستحيلة؛ أن تجمع الناس على رأي واحد، وموقف واحد، وأسلوب في الطرح واحد ،_كما يستحيل تكميم الأفواه، ومصادرة الأفكار، والآراء.
ولكن وأمام هذه الحقيقة؛ لماذا يتم توظيف التعليقات، أو المنشورات في الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي _صفحات شخصية هااااه_ انتبه.. اسمها شخصية، يتم توظيفها و كأنها بيانات رسمية للأحزاب السياسية، أو الجماعات وأحيانا الدول ...... الخ؟!
وخصوصا، خصوصا، حزب التجمع اليمني للإصلاح، أفراده كثر، منهم المنفتح، والمنغلق،
الملتزم والمتفلت،
المثقف والبسيط،
الصبور والغيور،
الذكي والغبي، الحقيقي والوهمي، الثابت والمتحول،
المخلص وصاحب المصلحة...... كل أولئك وغيرهم فيه، وفي باقي المكونات والمسميات المتعددة طبعا، وما أكثرها في بلادنا.
فلماذا تُوظف التعليقات الشخصية الفردية وتحور باتجاه الكيانات،؟!
لماذا تُسقَط الآراء الشخصية على أنها مواقف عامة؟!
هل المشكلة في المعلقين الذين يعبرون عن آرائهم الخاصة بكل حرية ، أم في الموظِفين والمستغلين لها؟!
هل المشكلة في أسلوب المعلق، أو عقلية صاحب المنشور، أو المعني بالكلام؟!
سين من الناس عندما يرد عليه شخص يضع على بروفايله الخاص شعار الثورة الشبابية مثلا، يصيح...... هذه هي الثورة!!!
وصاد. إذا علق عليه من يرفع شعار الإصلاح عممها على الحزب!!
وع. إذا رد عليه من يرفع علم اليمن قال هم أبناء الشمال،
أو من يرفع علم الجنوب قال هو الحراك....
هي السعودية هي الإمارات...
ول.
وم.
و هـ.
وج.
صفحات مواقع التواصل تحتاج في الحقيقة إلى فهم، إلى محددات، وإلى آداب.... ،
إلى ميثااااااااااق شرف باختصار شديد.
أُلفتْ كتب، وقُدمتْ بحوث ودراسات، في آداب التواصل، وفن الحديث، و ال Etiquette ليرتقي مستوى التخاطب عند بني البشر، وينهض الخطاب العام لدى الإنسانية جمعاء.
وبفضل الله، ديننا الإسلامي الحنيف هو الرائد في هذه التعاليم، ولكن بعضا من أبنائه إن لم يكن الكثير.. هجروها.
صفحات التواصل تحتاج إلى جيش إلكتروني راق، ينقلها من الغوغائية المنفلته، إلى الانضباط الأخلاقي الذاتي،
هي مجتمع افتراضي واسع ومفتوح، أثرت وتأثرت فيه الأحداث والصراعات،وكشف عن الطباع والقيم،
بثوان تتعرف على شخص جديد، وفي ثوان تنهي صداقتك به
تطوف على العشرات من الأصدقاء والأعداء في آن واحد .
منهم من يدخل السرور إلى قلبك بأسلوبه الساحر اللطيف، يتخير أجمل العبارات وينتقي احلى الألفاظ، ليسعدك أو ينبهك، أو يفيدك
ومنهم من (يجغثك) يوم كامل وربما أسبوعا بمنشوره أو تعليقه ، على لا شيئ!!
لم يقتنع الكثير من مستخدميه - ربما لأن المُنتَج ثقافة عالمية - أن حكمه حكم (القول ومشتقاته ) في الإسلام
فيه الحلال والحرام
الواجب والممنوع
المكروه والمستحب
الخبيث والطيب
والكذب الحرام قولا.... حرامٌ كتابة ونشرا باتفاق الجميع،
والسب، والشتم، والغيبة والنميمة، والفتنة، والتزوير،
والبهتان، والجرح، والطعن، واللعن، واللمز، والهمز،
والسخرية والاستهزاء، وإشاعة الفاحشة،
والإشاعة، والجدل العقيم، والكراهية
والترويج للجريمة، وغبط الحقوق،
وهضم الفضائل، وغيره وغيره
مما تأباه الفطر السليمة، والطباع المستقيمة، أمراض مجتمعية طفحت بها صفحات التواصل الاجتماعي بشكل مخيف ،، فأوجعت القلوب، وشوهت الأخلاق، وأحدثت شروخا مجتمعية كثيرة وكبيرة.
فبدى واضحا أن مجتمع التواصل مجتمع جديد مفتوووح الأبواب وعلى مصراعيه كمان، يؤثر ويتأثر، ويحتاج إلى ثورة مستمرة فيه، تُعلي من شأن القيم (لايك، شير) ، وتدفن الخبث تحت إشارات
(لا إعجاب، لا تعليق، حظر). أ. هـ
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها