الحراك الجنوني في طوره الإرهابي
رفع فصيل الحراك الانفصالي المسلح أعلام التشطير وحرض ضد الشماليين في عدن وبقية المحافظات الجنوبية ، وعقد مهرجاناته في الساحات العامة ولم يتعرض له أحد ، وعندما خرج أنصار الثورة الشعبية للاحتفال بالذكرى الثانية 11 فبراير فقدوا صوابهم وتحولوا إلى عصابات إرهابية تهاجم ساحة الاحتفال وتتخاطب مع الجنوبيين الذين يختلفون معهم في الرأي بلغة الرصاص والقنابل ، التي تتدفق هذه الأيام على سواحل اليمن الجنوبية بإصرار عجيب وغريب على فتح باب الحرب من قبل إيران وامتداداتها في الداخل.
الانحراف الذي يمضي فيه فصيل الحراك الجنوني يحتاج إلى وقفة من الجميع وأولهم الداخلية التي تتساهل مع انتشار الميليشيات المسلحة وقطع الطرقات ونصب نقاط التفتيش في قلب مدينة عدن.
هذا لا يخدم القضية الجنوبية بل يدفع بها إلى الهاوية. كما أن التعلل بالتهيئة للحوار لا يمر بالتعامي عن الاستعدادات الحثيثة للكفاح المسلح التي أعلنها رموز الجماعات التابعة للحراك الانفصالي علناً ، وظهرت بوادرها في التغول ضد مخالفيهم في عدن ، وسفن الموت القادم من طهران.
هذه السلطة الانتقالية ملزمة بالإطار العام للمبادرة الخليجية وآليتها ، وفي كل الأحوال ليس من صلاحياتها التفاوض حول أي قضية تمس الكيان اليمني ووحدته وأمنه واستقراره. كما أن من مسؤولياتها مواجهة هذا الجنون في المحافظات الجنوبية قبل أن ينتقل إلى طوره العنصري الأعلى الذي يهدد به قادة العصابات الذين يهددون الجميع بالتصفية سواء الجنوبيين الذين يختلفون معهم بالرأي أو الشماليين الذين يتعرضون للاستفزاز والمضايقات التي تصاعدت مع صمت الدولة المريب إزاء تغول فصيل الحراك الجنوني.
قبل الهجومات المسلحة على احتفال ثوار عدن ومقر الإصلاح بأيام، توعد القيادي الحراكي الانفصالي ناصر الخبجي المحتفلين الجنوبيين بالثورة بنتائج كارثية لا تحمد عقباها وحمل حزب الإصلاح النتائج.
وكأن إخواننا في الحرامك الانفصالي يدركون جيداً أن الدولة اليمنية تمر بحالة من انعدام الوزن ينبغي استغلالها إلى أقصى مدى من أجل فرض أمر واقع يمهد للانفصال.
هذا هو التفسير الوحيد لحالة الجنون التي دفعت فصيل الحراك الانفصالي للخروج عن طوره والاعتداء على المحتفلين الجنوبيين السلميين بثورة 11 فبراير ، إذ يتوخون نشر حالة من الذعر والإرهاب تخرس الشارع الجنوبي وتجبره على الإذعان لهيمنتهم وخيارهم الكارثي ، وليس غريباً من هؤلاء الأدوات و« قادتهم» مثل هذا الإهمال للجنوبيين الذين دفعوا ثمن خلافاتهم طوال العقود الماضية.
كان عنوان إحدى الصحف الأهلية « صدامات بين الإصلاح والحراك » قلت لصديقي: لماذا هذا العنوان التضليلي ؟ أجابني بحزم : لست في الإصلاح لأدافع عنهم !! قلت له : ولكن أنت صحفي ومهمتك نقل الحقيقة ، والحقيقة أن قادة الفصيل الانفصالي توعدوا إخوانهم الجنوبيين بالعنف إن هم أصروا على الاحتفال بذكرى الثورة الشعبية ، والحقيقة أيضاً أنهم هاجموهم في ساحة فعاليتهم بالرصاص والقنابل والعنف ، فهل هذه هي المهنية الصحفية ؟ وهل هذه هي سلمية الحراك الانفصالي وديمقراطيته؟؟
لدينا في اليمن الآن ما يشبه حالة الجنون والغيبوبة . تتحدث النخبة الإسفنجية عن حق الجنوب في التظاهر والتعبير عن الرأي ، وإذا ظهر رأي آخر في الجنوب لا يروق لهم صاحوا بذعر ؛ هااااه الإصلاح ، شفتم أيش يسوي الإصلاح ، الإخوان يستفزون الجنوبيين ، وكأن الجنوبي هو فقط الانفصالي ، أما إذا وجد جنوبيون يؤمنون بحل القضية الجنوبية في إطار الوحدة، فذلك الكفر بعينه في نظرهم المشوش القاصر. . لقد اعترف الجميع بالقضية الجنوبية وفتحت الأبواب المغلقة للبحث عن الحلول والمخارج ، غير أن تطرف الحراك الانفصالي ، وتبنيه خيار العنف سيعيدنا إلى نقطة الصفر، فلن يكون بإمكانه أن يفرض تجزئة اليمن بالبلطجة والعنف ، فمصير اليمن رهن بكل أبنائه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، ولن يكون خيار إرهاب هؤلاء والتحريض ضد أولئك ملائماً لتحقيق المكاسب ، بل الوصفة المثلى لتدمير القضية العادلة أيها الحراك الجنوني المهرول نحو الهاوية.
الجمهورية
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها