إغضب لدينك وكرامتك
آنئذ ٍ أن يثور الشعب اليمني الموجوع المكلوم بمآسيه ويغضب، ويُسمع صوته عاليًا مدويًا يبلغ آفاق السماء، ثم يغضب، ثم يحاكي نفسه بصمت مرير ويقول" ما خلقنا الله لنركع لكهنوت، ولا لطاغوت، ولا لعبد إيران، ولا لكاهن سنحان، وقد قالها عنترة بن شداد، وهو يفلسف الحياة بطريقته، بعد أن طعم العبودية، وأوجاعها: لا تسقني ماء الحياة بذلة، بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ، ماء الحياة بذلة كجهنم ٍ ...، فما طعم الحياة حينئذ ٍ بدون كرامة، وما الفرق بيننا وبين الحيوانات، إذا كان الأكل والشرب هما العامل المشترك.
جاءت ثورة 11 فبراير العظيمة التي اجتثت الشيطان الأكبر، وكاهن سنحان، بجيشه وسلطانه، وجبروته، وإذا به يخر صريعًا كالطير المنتوف، ثم يعود مجددًا للإنتقام مع الحوثيين لتمرير المخططات الفارسية المجوسية، ثم يسير المخطط بانسيابية لتنفيذ أجنداتها في اليمن.
تأملت حال أبناء المحافظات اليمنية التي داهمتها المليشيات الحوثية الإيرانية بالإشتراك مع العفافيش، ووجدت الكثير منهم قاتلوهم بكل عنفوان وبطولة، وعدوا معركتهم معها، معركة الدفاع عن الدين، ثم الوطن والعرض والكرامة، فنالوا حريتهم ونصرهم، وأمِنُوا على دينهم من التغيير، أما الذين آثروا الصمت فما زالوا تحت طائلة العبودية والهوان.
ولذلك ما آلمني أشد الإيلام، أن الناس للأسف تبكي على الراتب خوفًا من الجوع، وإن كانت مطالب مشروعة، لكنها للأسف لا تبكي على دينها الذي دنّسه، وسيدنّسه الحوثيون، ولا تبكي على الكرامة المهدورة، وإن رجعنا الى أنفسنا قليلاً، فسنعلم أن الله عز وجل خلقنا أحرارًا، وأعطى وسام الشهادة لمن قتل لأجلها، فهل يعني أن الحياة والموت بيد الحوثيين الأنجاس، أم أن الرزق بأيديهم، حتى نخاف ألا يقطع، وقد قطعوه، فماذا بقي لنا شيئًا نخاف عليه؟!!!
المخا تحررت، والحديدة في طريقها لأن تتحرر بإذن الله، وتعز كذلك ستتحرر، فماذا تنتظر صنعاء الجريحة كي تتحرر، وتنفض عنها غبار الذل والهوان والألم، أما آن لها أن تثور وتستيقظ من غفوتها وسباتها العميق، أما آن لرجالها الأفذاذ أن يثوروا على الكهنوت، أما آن لهم أن يسقطوا أذناب المجوس في ديارهم، نستبشر خيرًا أنهم سيقولون كلمتهم الفاصلة في تقرير مصير الإنقلاب، الذي منها بدأ، واليها سينتهي بإذن الله، وإن غدًا لناظره قريب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها