حركــة ( شاس بن قيس) تظهر في اليمن
البعض لا يرتاح له بالاً , ولا يقرُّ له قراراً , إن رأى في الناس إجماعاً , وألفة ومحبة واجتماعاً, فيمتلأ قلبه غيظاً وحقداً , فيطفأ ناره بأن يشعل ناراً, ويسعى في الأرض فساداً , ويجعل الجمع رماداً , لأنه علم زماناً, أن تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً, وإذا افترقن تكسرت آحاداً.
حركة شاس ممتدة بامتداد التاريخ, طالما وجدت من يبذرها ,ووجدت الأرض التي تستقبلها , فجذورها متأصلة في تربة العصبية , وتسقى من مستنقع الكراهية , وتثمر الفتن وكل بلية .
مؤسس هذه الحركة هو شاس بن قيس, الذي قال الله فيه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} ، وذلك أن نفراً من الأوس والخزرج كانوا جالسين في مجلس يسودهم الود والتصافي ببركة الإسلام الذي هداهم الله تعالى إليه فمر بهم شاس بن قيس اليهودي فآلمه ذلك التصافي والتحابب وأحزنه بعد أن كان اليهود يعيشون في منجاة من الخوف من جيرانهم الأوس والخزرج لما كان بينهم من الدمار والخراب، فأمر شاس شاباً أن يذكرهم بيوم بعاث فذكروه وتناشدوا الشعر فثارت الحمية القبلية بينهم فتسابوا وتشاتموا حتى هموا بالقتال فأتاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرهم بالله تعالى وبمقامه فهدأوا، وذهب الشر ونزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(1)
هذه الحركة نشطت حركتها في هذه المرحلة الحرجة التي نعيشها, ويسعى ناشطوها اليوم إلى تمزيق وتفريق أهل اليمن كما فعل المؤسس الأول شاس بأهلها بالأمس.
وإن التاريخ على ذلك لشهيد , فما من شعب أراد به المتربصون شراً , إلا أحيوا فيه العصبية , وأوقدوا في قلوب أهله نيران الخصومة لإخوانهم, تارة باسم القبلية أو المذهبية أو المناطقية أو الحزبية أو القضاء على الكهنوتية أو لإنقاذ الثورة أو التحرر والاستقلال أو الموت لأمريكا وإسرائيل. وقد حفظ التاريخ في هذه الناحية صوراً كريهة احترب فيها المسلمون بعضهم مع بعض في الشعب الواحد فكان منهم قاتلون ومقتولون تحت رآية الغاصب المحتل , وأي شيء أفظع من أن يقتل الأخ أخاه بتغرير عدوهما المشترك.
ما أجدر اليمنيين اليوم أن يتنبهوا إلى شاسهم الذي يعمل في صفوفهم , وإلى (بن سلولهم) الذي يبني مساجد ضرارهم , وليعلموا أن شاس الأمس كان فرداً ضعيفاً ضئيلاً , أو كان أفراداً معدودين ليست لهم قوة و لا مال ولا دولة ولا سلاح, أما شاس اليوم فيتمثل في دول مختلفة ذات قوة وعتاد وعلم وسلاح وسلطان , يجذبون به عشاق المال والزعامة والجاه , تتجاذب المسلمين في كل أقطارهم, وتتفق جميعاً في غاية شاس الأول من هدم الاسلام وتمزيق أهله , وإحياء العداوات التي أطفأ الله نيرانها من قبل, وإذكاء نار الخصومة والبغضاء فيهم.(2)
ولتعلم يا من تلعب بنار العصبية , أن أول ما ستأتي عليه النار هي اليد التي أشعلت, والنفس التي سولت.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها