آمال وتناقضات الجنوبيين في حل القضية الجنوبية
تشير وقائع الاحداث الى ان القضية الجنوبية والاهتمام بحلها على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي قد اعطى الامل لكل المتضررين من صراعات الجنوب بإعادة تشكيل انفسهم من جديد والمطالبة بأن يكون لهم موطئ قدم في الجنوب, ووضع الحلول لمشاكلهم القديمة مثلهم مثل المطالبين بالقضية الجنوبية بعدعام94مفهم ليسوا بأقل منهم تضررا,او الأكثر منهم حبا للجنوب فالتكتل الجديد ـ حسب طرحهم ـ الذي يقوده السياسي المخضرم/عبدالله الاصنج ومجلس قوى الثورة الجنوبية كفيلان بإعادة التوازن الحقيقي لقوى الجنوب لإعتبارات كثيرة اهمها أن القضية الجنوبية لابد ان تعالج مآسي الجنوب على مدار السنوات العجاف التي مر بها, وتضرر منها الكثير وقتل منهم الكثير وكذلك ان المتضررين من عام 94م هم انفسهم او اغلبهم كانوا من صانعي مآسي ابناء الجنوب تحت مبرر صيانة النظام الاشتراكي من أعدائه.
كذلك تأثر بهذا الزخم الداعم للقضية الجنوبية كثير ممن يروا ان الجناحين الحراكيين (فك إرتباط الفيدرالية المزمنة بإستفتاء) لايحق لهما تبني القضية الجنوبية ـ من وجة نظرهم ـ وان الشعب الجنوبي هو المالك الحقيقي لقضيته وحري بمن يدعي تبنيه لقضيته ان ينأى به عن الصراعات القديمة وان هذين الجناحين يستجران صراعات يناير وماقبلها وان الاختلاف بينهما حتمي وانه ان حصل وان اعطي لهولاء تبني القضية الجنوبية وتقرير مصير الجنوب فستكون النتائج كارثية وستعود دورات الصراع على السلطة من جديد حيث لم يحصل في تاريخهم أي حوار وكانت تحسم خلافاتهم بالانقلابات والتصفيات للطرف الاخر, مماحدا بكثير من الفئات الجنوبية للاعلان عن تشكيلات جنوبية لانقاذ القضية الجنوبية تحت مسمى"حركة انقاذ وتحرير الجنوب"وهناك حركة اخرى تشمل العسكريين والجنوبيين بهدف ايجاد جيش جنوبي لتجميع القيادات العسكرية والامنية وكذلك الجنودمن ابناء المحافظات الجنوبية ليكونوا ـ حسب تصورهم الجيش الجنوبي القادم ـ وفيما يبدو ان هذا التشكيل العسكري يخضع للجناح المدعوم من ايران تدريبا وتسليحا..
كما ان هناك خلافات برزت على السطح للحراك (فك الارتباط) من مثل: هل لباعوم "الزعيم الشعبي" قيادة الحراك ام للبيض "الداعم المالي للحراك؟ حيث لوحط أن الدعم المالي من البيض – بحسب مصادر مطلعة في الحراك – بدأت تقل تدريجيا كي لا تحسب أي نجاحات للحراك الجنوبي بعود باعوم (الزعيم الشعبي) وهو ما لا يرضاه البيض، بالإضافة إلى الخلاف المعقد بين الاثنين بشأن عملية الارتباط بإيران، رغم قيام البيض بارسال أشخاص من قبله لحل الخلاف بين الاثنين لكن دون فائدة، حيث يرى باعوم أن الأرتباط بإيران سبب انتكاسة حقيقة للحراك، إضافة إلى معارضة الدول الخليجية والأوروبية وأمريكا للارتباط بإيران، ومن ذلك الخلاف أن المجلس الأعلى للحراك أصدر بيانا بتاريخ 25 يونيو 2012م يدين فيه موقف (جناح الفيدرالية) من الحوار مع المحتل – حسب زعمهم – في الوقت نفسه ينزل توضيح من قبل فادي باعوم إلى عند حسام باعباد لينزلها الأخير على صفحته في الفي سبوك ينفي فيه صلة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بالبيان بغض النظر عن فحواه وأن الذي أصدر البيان السابق هو قاسم عسكر وصالح يحيى سعد وأحمد سالم فضل وهؤلاء الأخيرين لهم ارتباط وثيق بعلي البيض، ةالذي كما يبدو كلفهم بإصدار بيان مثل هذا يستهدف فيه الجناح الخصم (الفيدرالية) وباعوم لا يسعى بطبيعته إلى تمزيق الصف الجنوبي ولو كان أدى إلى تمزيق البلاد كلها..
ومن تلك المواقف المزعجة والمدمرة للقضية الجنوبية الارتباط بإيران، مع العلم أن البيض وقناته عدن لايف لم تجرؤ حتى الآن من مهاجمة باعوم أو نقد تصرفاته لسبب واحد أن مثل هذا العمل سيكون قاصم ظهر البيض وجناحه باعتبار أن باعوم له ثقل جماهيري على مستوى الجنوب كاملا..
ولذلك تظل القضية الجنوبية تراوح مكانها لغياب الحامل الرئيسي لها والمجمع عليه شعبيا لحملها, وكل الاطراف تعرف ان الاتفاق بينهم سابع المستحيلات..بينما يرى بعض المراقبين ان القضية الجنوبية يمكن حلها بيد النظام الحالي برئاسة الاخ/عبدربه منصورهادي من تشكيل لجان لوضع الحلول العملية للقضية الجنوبية ولعل ابرزها مشكلات الوظائف والمسرحين قسريا من وظائفهم والمؤسسات المنهوبة والاراضي المنهوبة بصورة عاجلة وتحسين اوضاعهم المعيشية ومعالجة الرواتب وتحسين خدمات الكهرباء والماء والتعديل في اسعارها..وتوفير الوظائف للعاطلين ..وهذه بالتالي ستجعل الناس يغيرون فكرتهم عن المطالبة بفك الارتباط..بينما يرى اخرون ان الحل مهم بالدرجة الرئيسية يضاف إليه ان القيادات الجنوبية السابقة هي السبب في تأخير حسم الحل لها بإعتبار هذه القيادة تريد أن تعيد إنتاج نفسها مرة أخرى وبنفس الوقت تسعى لتصفية حساباته الماضية فيما بينها..وان الحوار القادم سيكون أسوأ مما يمكن أن يتصور بإعتبار أن هذه القيادات تدخل الحوار وبرأسها فكرة واحدة غير قابلة للتغيير تحت قاعدة (نجّم لي ونجمي الأسد)..