من نحن | اتصل بنا | الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 08:13 مساءً
منذ 10 ساعات و 19 دقيقه
أكد "الاتحاد اليمني للسياحة" أنه الكيان الشرعي الوحيد الممثل للقطاع السياحي في اليمن، مشيراً إلى أنه حاصل على ترخيص رسمي رقم 1/1 الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 2009. وأوضح الاتحاد أن عضويته تشمل ممثلين من جميع محافظات الجمهورية، مما يجعله كياناً شاملاً غير مقتصر
منذ 14 ساعه و 6 دقائق
    أوضح مدير عام المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي مدير المؤتمر الدولي الأول لها مستشار الاتصال والإعلام في الأمم المتحدة د. محمد عبد العزيز: أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر المزمع اقامته بالتعاون مع مركز لندن للبحوث والاستشارات في الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر الجاري بعنوان
منذ يوم و 6 ساعات و 17 دقيقه
عقد مدير عام الأمن والشرطة في محافظة  المهرة العميد مفتي سهيل صموده  في مديرية حوف اجتماعاً هاماً اليوم مع السلطة المحلية  وشيوخ مديرية حوف وذلك لمناقشة الوضع الأمني الحالي في المديرية ووضع خطة عمل مشتركة لتعزيز الأمن والاستقراروفي الاجتماع الذي ركز على عدد من
منذ يوم و 12 ساعه و 38 دقيقه
أكد معالي وزير الشؤون الإجتماعية والعمل الدكتور محمد سعيد الزعوري، على ضرورة توحيد الجهود والطاقات لمواجهة العنف ضد المرأة، داعياً النساء الى توحيد صفوفهن لنصرة قضاياهن، والسعي من أجل الحصول على حقوقهن القانونية والسياسية والإجتماعية. ولفت الوزير الزعوري لدى افتتاحه
منذ 3 ايام و 7 ساعات و 22 دقيقه
بحث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، قضية موظفي الوكالات الإنسانية والبعثات الدبلوماسية المحتجزين في اليمن.  جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه بلينكن بنظيره العماني، بمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين للسلطنة، وذكرت الخارجية
عدن 2022.. أزمات معيشية واغتيالات وانتهاكات وسلطة أمنية غير موحدة
محمية الحسوة في عدن.. من حديقة خلابة إلى مكب للنفايات ووكر للجريمة
2021 الحصاد المُر في عدن.. عام بلون الدّم وطعم الحنظل
20 حالة طلاق يوميا في عدن
مقالات
 
 
الاثنين 19 ديسمبر 2016 09:53 مساءً

اندثار الكتابة في اليمن!

مروان الغفوري

في ربيع ٢٠٠٦ قلتُ لصديق، وأنا أضع كتاب "مدن لا يعرفها العابرون" لمحمود ياسين، جانباً: يا لها من كتابة. كنت عائداً للتو من القاهرة، ولم أكن قد عرفتُ صنعاء سوى لأيام قليلة، قبل ذلك بزمن طويل. كانت صنعاء قد تغيرت، على أكثر من مستوى، وبدت كنقطة بناء نشطة. تحت سمائها الجافة كان ممكناً مشاهدة السقالات. فكل أموال اليمنيين كانت تصب هناك. ظهرت طبقة جديدة من الكتاب وتراجع القدامى، القدامى الذين لم أعرف الكثيرين منهم.
 
قال صديقي، وكان ينشط في الصحافة آنذاك: اخرج إلى المدينة واكتشف الكتابة الجديدة. خرجت إلى شوارع صنعاء أبحث عن الجرائد. في ذلك العام كان حضور الصحافة اليمنية على الإنترنت ضعيفاً. وجدت عبد الكريم الرازحي يكتب في الصفحة الأخيرة في الوسط "في حياتي دخلتُ السجن مرتين، مرة لأني خرجت في مظاهرة، ومرة لأني لم أخرج في مظاهرة". كان رئيس الحكومة قد قال لصحيفة عربية "يكفيني حزبان في اليمن"، فيخاطبه الخيواني عبر الثوري: فلتضع لولباً للجنة شؤون الأحزاب. كان عبد الله الفقيه لا يزال متماسكاً، وكان لافتاً. كان شابان في أواخر العشرينات، نائف حسان ونبيل سبيع، قد استحوذا على اهتمام قراء الصحف.
 
دخل سبيع على المقالة قادماً من قصيدة النثر، بتكثيفها وإشعاعها معاً. مع الأيام سيبدو كما لو أنه قد قرر ادخار كل طاقته الشعرية لكتابة المقالة. في القاهرة كنت قد عثرت على بعض نصوصه في مجلة نزوى، العمانية، وقررت البحث عنه. وفي صنعاء عثرت على عمله "هليوكابتر في الغرفة"، متداخلاً مع "السير ببال مغمض". كان العملان الشعريان قادمين من جهتين ويلتقين في النسخة نفسها، أو فيلمان في آنٍ واحد على طريقة سينما السبعينات في بغداد، كما وصفه حاتم الصكر في صحيفة الحياة ٢٠٠٦.
 
كانت صحيفة الثقافية الصادرة من تعز، كما الملحق الثقافي للثورة، تعج بأسماء جديدة، بصور كتاب شباب، وكان الملحقان الثقافيان يبدوان كمعرضين أسبوعين للكتابة المتنوعة.كانت قصيدة النثر تجد لها مكاناً واسعاً عند فتحي أبو النصر وآخرين. وكانت الكوكباني قد فرغت من عملها السردي "حب، ليس إلا". على الضفة الأخرى، القريبة، كان جمال أنعم، الشاعر والكاتب، يذهب بعيداً في طريق تحويل الكتابة السياسية إلى كتابة فنية.
 
مع مرور أيام العام نفسه لاحظت مشغلين متوازيين: مشغل لقصيدة التفعيلة، يعمل فيه صادق القاضي في الثقافية إلى جوار آخرين. وفي ملحق الثورة الثقافي كان إبراهيم طلحة يعمل بدأب في الكتابة النقدية. سيضطرب المجال السياسي شيئاً فشيئاً فيذهب طلحة إلى كتابة سردية شعرية "بيت بوس"، ثم قصائد عمودية في مديح جد الهاشميين، قبل أن يتلاشى. أما القاضي فسيهجر قصيدة التفعلية، والنقد الأدبي إجمالاً، سالكاً طريق المقالة السياسية التي تناسب شروط النشر لدى صحف الميليشا.

 ربما في العام نفسه سيكتب صلاح الدكاك ساخراً من الاشتراكي "من نجمة تقود البحر إلى ديوان الشيخ". وسيُشاهد الدكاك، نفسه، وهو يعلق قصيدة مديح دينية في ضريح الحوثي.
 
بعد عودته من سوريا انطلق ماجد المذحجي إلى كتابة نص عابر للنوعية، مكثف، غارق في الشعرية التأملية، مزيج من النثر الشعري وقصيدة النثر. نصوصه في الثقافية، وفي عناوين ثقافية، كانت نسيجاً مستقلاً. لكنه راح يتراجع شيئاً فشيئاً عن الكتابة الإبداعية مستسلماً للكتابة السياسية، والتعليق السياسي الآلي، ثم النشاط الحقوقي الإجرائي. سيختفي من المشهد محمد ناجي أحمد، الكاتب الموسوعي، ومحمد العلائي، مروض النص السياسي.
 
كان منحنى الاستقرار السياسي يهبط منذ اللحظة التي أعلن فيها اللقاء المشترك قبول نتيجة الانتخابات الرئاسية ٢٠٠٦. بلغ الاضطراب السياسي أقاصيه مع ثورة فبراير ٢٠١١. وتدريجياً كان عدد متزايد من الكتاب يتراجع خطوة إلى الخلف، وتختفي كتابة ما.

بعد سقوط صنعاء في قبضة انقلاب عسكري/ ديني اختفت الصحف أولاً، ثم الكتابة. اختفت الكتابة الذكية لنبيلة الزبير، الكتابة البحثية المسؤولة لعبد الحكيم هلال، المقالات المجنحة لخالد عبد الهادي، الكتابة الاحتجاجية البليغة لسامي الكاف. اختفت الطريقة التي كان سامي غالب يكتب بها مقالاته، واللغة الأصولية الدقيقة التي اشتغل عليها عبد الباري طاهر لعشرات السنين. مع دخول اليمن زمن الحرب الشاملة كانت الكتابة قد تلاشت.

عندما التقيت محمد العلائي، قبل سقوط صنعاء بشهرين، قال لي إنه توقف عن الكتابة لعامين كاملين في محاولة لفهم الميكانيزم الذي يعمل من خلاله نظام هادي. من المؤكد أن هادي أيضاً لم يكن يعلم. فقد أصدر بياناً بعد سقوط صنعاء بأسبوعين قال فيه أن "صنعاء لم تسقط، ولن تسقط". بعد أيام قليلة من ذلك البيان أخذه الحوثيون وأغلقوا عليه النوافذ.
 
قبل عشرة أعوام قال علي حرب إنه لا يعرف مفكراً كبيراً من اليمن. حرب هو صاحب "الإنسان الأدنى". في عمله ذاك وضع القوى العلمانية والدينية العربية في سلة واحدة، وقهقه. إجمالاً يمكنك الخروج باستنتاج، من ذلك العمل، يقول إن حرب لا يعرف مفكراً عربياً سواه. وبصرف النظر عن موقفه فإن مقولته عن اليمن لم تستفز سوى الكتاب الشباب، وصديقهم الكهل الوحيد: عبد الباري طاهر. كما لو أن طبقة الكتاب والمثقفين اليمنيين كانت قيد الإنشاء، وأيضاً قيد التحطم.
 
عندما كان شباب الكتاب ينظرون إلى الأعلى كانوا يرون حسان وسبيع وغالب والزبير وأبو النصر، والمتلاشي خالد سلمان. أما هُم فعندما كانا ينظرون إلى الأعلى لا يجدون أحداً. ما من شيء كان قادراً على أن ينهر صالح، أو يقلق استقراره، سوى أولئك الكتاب الشباب الذين كانوا يعملون قبل عشرة أعوام بكل جهوزيتهم الذهنية وطاقتهم النفسية، أولئك الذين لم يعُد يُسمع لهم حسٌ الآن.
 
كان صالح يعمل، بالموازاة، عبر آلية "الكلية المُجزأة" التي وصفها سارتر. حاول تمزيق طبقة الكتاب والمثقفين وتجزيئها عبر شفطها إلى الأعلى. كانت المشكلة التي واجهها صالح هي إيديولوجيا الكاتب، أوكبرياؤه، أو هما معاً. مشكلة دفعت نظامه إلى إجراء مناورات مستدامة لاحتوائها. لم يكن من السهل الاستحواذ على مثقف يساري أو قومي. وجد بعضاً من ضالته لدى النخبة المثقفة الإسلامية واستطاع شفط بعض رجالها. وضعهم على مقدمة المنابر الثقافية.
 
 أوصلهم حتى حقيبة وزارة الثقافة. لم يضمنوا له المعركة، فقد كان خريجو كلية الإعلام، وشباب الشعراء، يتحولون بسرعة إلى كتاب ثوريين، ومعارضين عنيدين. كان المثقفون اليمنيون يتجولون في "كهف فرجيل" حيثُ كل الخطى تؤدي إلى مخرج واحد. فقد كانت كل الأسئلة والمقاربات ترسو على السؤال السياسي، وكان ذلك السؤال يبتلع كل الأسئلة، ثم كل الكتابة. كل أولئك تلاشوا، أو تراجعوا، أو صمتوا، حتى علي المقري.
 
في العام ٢٠٠٨ قال المقري لصحيفة المصدر، في الحوار الذي أجرته معه ساره ياسين، إن دور البطل لا يستهويه. ادخر المقري، بعد ذلك، كل طاقاته للرواية، هبط إلى قاع المجتمع وجلس يدون بأقل قدر من الضجيج. في الأعلى كل شيء زاعق، البنادق والكتبة والمسكتبتون والفراغ، حتى الفراغ. لقد تلاشى علي المقري من الواجهة، وراح يتتبع طريقه الخاص، معطياً ظهره لهذا المشهد العبثي المستدام.
 
في العام ٢٠١٦ ها هو اليمن بلا صحف، ولا كتابة. الفراغ الذي تركه الكتاب خلفهم ملأه قليلو الموهبة، والمنطق الشمولي. فالرجل الذي كانت مهمته في العام ٢٠٠٦، كوزير للثقافة، تطويع الرأي العام لقبول مشاريع التأبيد والتوريث السياسي، وجد له عملاً جديداً في السنوات الأخيرة. لقد ملأ الفراغ من جديد، مانحاً نفسه مهمة نقيضة: أن يشرح للناس الخطوات لصيانة السياسة والديموقراطية.
 
الذين قالوا كل شيء وتعبوا، سكتوا أخيراً. فلا يليق بكبرياء المثقف أن ينقل القلم من يد إلى أخرى، ولا أن يغير كلام البدايات. فعندما اكتشف غونتر غراس أن كلماته لم تعد قادرة على تحريك السياسة غادر ألمانيا إلى الهند، واعتزل في ضواحي كلكتا.


شاركنا بتعليقك

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها







الأكثر قراءة
مقالات الرأي
تشكل عودة رئيس الوزراء الأسبق د. أحمد عبيد بن دغر إلى واجهة المشهد السياسي في اليمن تطورًا مهمًا على الساحة
المنهج التعليمي يعتبر الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، حيث يلعب دورًا محوريًا في تطوير قدرات الطالب
تعد ثورة 14 أكتوبر 1963 من أبرز الأحداث التاريخية في اليمن، حيث اندلعت في الجنوب اليمني ضد الاستعمار البريطاني
هل أستثمر اللواء البحسني تموضعه سياسياً (بانضمامه) للمجلس الانتقالي الجنوبي؟ لمصلحة تمكين حضرموت في مجلس
24 ساعة مضت على إعلان قناة الإخبارية السعودية قيادة مجلس حضرموت الوطني في نشرتها الرئيسية ليلة امس. تلقى
في 26 سبتمبر 1962، انطلقت شرارة واحدة من أعظم الثورات في تاريخ اليمن الحديث، ثورة 26 سبتمبر التي غيرت مجرى تاريخ
عندما قُتل حسين الحوثي في 2004، جاء أخوه يحيى، زميلنا في مجلس النواب، إلى المجلس، صباح انتشار الخبر، وذهبت إليه
لم يكن حزب التجمع اليمني للإصلاح الا في صدارة المشهد السياسي اليمني مذ ولد عملاقا في سبتمبر 1990م،ذاك انه يعبر
  تعد الدولة كيان سياسي مُنظم لايمثل جغرافية معينة من الوطن الواحد، بل جميع اجزائه ممثلة بحكومة تمارس
قدم الرئيس الى حضرموت بإيعاز من الشقيقة –والتي هي في عجلة من امرها لحلحة مشاكلها مع الحوثي وترضيته –
اتبعنا على فيسبوك