حملة المليون توقيع جنوبي لمحاكمة البيض دوليا
قال السيد علي سالم البيض الأمين العام السابق للحزب الإشتراكي اليمني –وهو آخر منصب جنوبي له- أنه مصر على أن يقدم في كل شبر من أرض الجنوب شهيدا ، وبحساب بسيط فإن سكان الجنوب الذين لا يتجاوزون الخمسة مليون نسمة قد لا يفون بالمشروع الدموي الأسود للسيد البيض، فمساحة الأرض تحتاج أضعاف أضعاف هذا الرقم حتى يتحقق حلم الإبادة الشاملة لزعيمنا الهمام أحمد شوربان.
هنجمة علي سالم لا نجد لها مصداقية فتاريخ الرجل يقول أنه أول سياسي يهرب من المواجهة في 94م ، تراجع من خطوط المواجهة في الضالع والشريجة إلى عدن ثم هرب إلى آخر نقطة في حضرموت، ومنها رمى الجنوب فريسة ليستقر في منفاه بسلطنة عمان ولاذ بالصمت 15 عاما قبل أن يلتحق بالعمل السياسي من جديد قبل ثلاث سنوات فقط، ورحمة الله تغشى صدام حسين فهو الرئيس الذي أثبت أقواله بالأفعال ورفض مغادرة بغداد إلى آخر نفس على مشنقة الموت يوم عيد الأضحى المبارك.
ندعو علي سالم البيض أن يثبت جديته في استعادة الجنوب وتحريره أولا بأن يعيد لنا مبلغ الستة مليار دولار التي هربها في صيف 94م، أو حتى يثبت الشفافية أين ذهبت؟ ولصالح من؟ خصوصا والأصوات تتعالى وتتردد من أكثر من قيادي ومسئول في الجنوب بالداخل والخارج حولها مما يتطلب أن يصارح الشعب كمسئولية أخلاقية.
أدرك أن الذي تخلى عن وطنه وشعبه وقدمهما في ساعة حمق باتفاقية لا تتجاوز الورقة والنصف في مايو 1990م وهو الذي تنازل عنهما في 94م وهرب إلى المنفى وغيبهما عن ذاكرته عقد ونصف، من الطبيعي والمنطقي بداهة أن يزج بهما في أتون الصراعات والفوضى والقتل والتدمير لتحقيق مآرب شخصية أو لنقل جنون وسخف عقل ، والذي ما نفع أهله في شبابه لن يقدم لهم شيئا في شيخوخته.
لي أقرباء قتلهم مشروع السحل والإعدام في مرحلة ما بعد الاستقلال الذي كان علي سالم البيض أحد رموزه ومنهم مناضلون في جبهة التحرير ذبحوا في شعاب الضالع وتركت جثثهم إلى أن دلنا عليها رعاة الأغنام ومثلهم مناضلون طردوهم إلى الشتات من ذات الفكر والمنهج الذي ما يزال حيا يتجسد في شخص ومفردات وطريقة عمل عمنا علي سالم الذي لم يغير تسريحة شعره منذ الستينات وحتى اللحظة.
في السنوات الثلاث الأخيرة لي –أيضا- أقرباء وأصدقاء قتلوا ، لا ندري الحقيقة حتى اليوم هل برصاص المحتلين أم بأسلحة دهانقة التحرير الذي يعد علي سالم البيض الأب الروحي لهم وزعيمهم الملهم.
لاحظوا مصطلحات الماضي تحضر في مفردات السيد علي سالم ، يتحدث عن الإصلاحيين (المتأسلمين) ومثلهم (العملاء) الرجل لا يعيش زماننا مايزال يستجر الماضي ويردد مفرداته ، هو لم يستوعب بعد أن المتأسلمين خطاب ماقبل الإسلام السياسي وقد صاروا حاكما اليوم في أكثر من بلد ، ومنها إيران الخميني التي دعمته بنصف مليار دولار لتدمير الجنوب وعزله عن محيطه وعمقه العربي، ومثله العميل الذي صار مصطلحا اقتصاديا في عالم اليوم ولاعلاقة له بالسياسة كما في ذاكرة البيض المضروبة بالزهيمر.
كان يوما أسودا ذلك التاريخ الذي على أنقاض شؤمه تقدم هذا البيض ليكون صاحب القرار الأول في الجنوب ، ففي مجزرة 13يناير 86م جرى تصفية قيادات الصف الأول ليكون البيض في الواجهة وماهي إلا أربع سنوات حتى قام الرجل بتصفية الجمهورية من الخارطة ومن مقعد الأمم المتحدة والجامعة العربية ، ثم أربع سنوات أخرى أخلى طرفه تاركا الجمل بماحمل غنيمة لحليفه صالح.
قبل أن يبعث من قبره في مسقط كنا نناضل من أجل الجنوب اليمني وفجأة وجدنا أنفسنا نبحث في أدغال التاريخ عن الجنوب العربي ، وفي نهاية المطاف صرنا في الجنوب الفارسي.
البيض مثل شاحنة قديمة بلا فرامل لم تعد تفقه بقوانين السير وأنظمة المرور في شوارعنا الحديثة، سيظل يخبط بنا ويدهس هنا ويضرب هناك، لن تتوقف الشاحنة إلا في حال ارتطمت بجبل أو هوت من شاهق في واد سحيق.
دعونا نختصر المسافة ونقوم بحملة المليون توقيع جنوبي لتقديمه هذا العجوز الخرف لمحاكمة دولية قبل أن يدخلنا في مآزق جديدة ومجازر يخطط لها ويدعم بسخاء.