لقد طال الانتظار..
الإيمان بالعدل هو الوجه الأخر للإيمان بالحرية..خصلتان بل قيمتان لطالما دار حولهما المصلحون الاجتماعيون ودعاة الفكر السياسي وحقوق الإنسان..وهما أيضا ابرز تجليات الربيع العربي الذي غزى بيوتات الحكم الاستبدادية العربية ابتداء من تونس ومصر وانتهاء باليمن..لذلك تبقى هذه القيم خالدة حتى بعد رحيل أصحابها تتوارث على مدار التاريخ الإنساني وتنمو في سياقها والإسلامي..هي أيضا سمات الربيع العربي والتي عجزت الأحزاب استيعابها..وربما تعاملت معها بسبات المرحلة السابقة إبان حكم (الدولة البوليسية)والاكتفاء بتوزيع التهم وكيل الاتهامات وسرد المبررات وعدم واقعية(شباب الثورة)ومن منظار مدرسة(التدرج السياسي)..وكأنهم المالك الوحيد لمعرفة الواقع..يا هؤلاء لا تطلبوا من الانتظار فقد انتظرنا كثيرا!!!مللنا الاحتمالات الواهية المحتجبة بشيخوخة الأجساد..نريد الترجمة السياسية لاحترام المواطن الفرد من حيث هو طاقة خلاقة قادرة على صياغة عالمه الذي يزداد ثراء بقيم الحرية والعدل..لا نريد موجات من الحزن الاجتماعي والسياسي أن يخيم علينا مع موجات الصمت والرعب المتمدد!!فمن يدير المرحلة الانتقالية عليه عاجلا أن يضع يده على منابع الفساد ويوقف تبديد الثروة..كفى الجرح النازف الذي يعانيه الجسد اليمني..كفى انتظارا..فنحن نود أن نستمتع بأرزاقنا التي وهبها الله لنا!نود أن نحفظ للناس ضرورياتهم التي لا تستقيم الحياة إلا بها..نود أن نرى شبابنا يجوبون مختلف التخصصات العلمية..يجتهدون في تحصيل ملكة العطاء الذي يلبي احتياجات شعبهم..نود أن نراهم مستقري الأنفس والرغبات يستمتعون بنعم الله التي صادرها الطغيان..آبائنا..أمهاتنا..أخواننا..أخواتنا..كل يمني يتنفس هواء البلد أو اكتوى بنار الغربة أو تلظى في جحيم الغلاء آو أصابه سوء ما قدمت يداه!الجميع نود أن نرى خير البلد يشملهم..واستقرار الحياة يسكن روعهم ..نود أن نحقق الترجمة السياسية للديمقراطية بما يجعل من الديمقراطية البرلمانية ارفع صور الحكم ،ويجعل من الفكر المقترن بهذه الديمقراطية تجسيدا لشعار فولتير"أنت ضدي في الرأي ولكني ابذل حياتي في سبيل أن تعلن رأيك"من هذا المنظور لم يكن الفقر هو الجوع إلى المأكل ،والعري إلى الكسوة بل الفقر هو القهر..استخدام الفقر لإذلال الأرواح وقتل الحب وزرع البغضاء ومقايضة الناس حقوقهم السياسية بحقوقهم المادية
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها