الجمهورية الاسلامية الحوثية في اليمن

نظام الحكم في صنعاء هو النسخة اليمنية من نظام الحكم في الجمهورية الاسلامية في ايران؛ وعبدالملك الحوثي هو المرشد الأعلى للثورة في اليمن؛ هكذا تتحدث صحيفة وزارة الدفاع اليمنية والمتحدثة باسم الجيش اليمني/ صحيفة ٢٦ سبتمبر؛ في كل الأخبار التي تنشرها عن عبدالملك الحوثي.
عندما كتبت قبل أيام مقال تحت عنوان: (عبدالملك الحوثي... خميني اليمن)؛ عاتبني الكثير؛ وقالوا أني ابالغ؛ وكان جوابي عليهم أننا فعلاً تحت حكم ولاية الفقية؛ بل أن النسخة اليمنية أسوأ من النسخة الإيرانية؛ لأنها بدون دستور ولا قانون ينظمها؛ لكنها عملياً من يحكم البلد؛ وبالتالي هي تأكل الثوم بفم غيرها؛ بفم صالح والمؤتمر وبقية القوى التي تشاركهم في السلطة على مستوى الصورة فقط.
أنا لا اتحدث عن وسائل اعلام خاصة بحركة الحوثيين؛ أتحدث عن وسائل اعلام رسمية تتعامل مع عبدالملك الحوثي كولي فَقِيه ومرشد أعلى لما يسمى بثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م؛ حتى بعد التوقيع على اتفاق المجلس السياسي الذي الغي بموجبه الإعلان الدستوري الحوثي وأعاد العمل بالدستور السابق وفعل مجلس النواب الذي حله الحوثيون في اعلانهم الدستوري الانقلابي، لكن على أرض الواقع لا تزال الأوضاع تدار بواسطة الإعلان الدستوري الانقلابي؛ ولكم ان تقلبوا موقع صحيفة ٢٦ سبتمبر التي تعتبر رأس التوجيه المعنوي للجيش، وستجدون الأخبار التي تتحدث عن عبدالملك الحوثي تقدمه بصفته (قائد الثورة في اليمن السيد عبدالملك الحوثي) هكذا حرفياً، وهذا يتناقض مع كل الاتفاقات التي وقعت مع المؤتمر الشعبي العام، وبنفس الطريقة تُدار كل مؤسسات الدولة.
أتمنى على الإخوة في قيادة المؤتمر الشعبي العام التنبه لهذه الأمور في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها؛ وتحديد موقف منها حتى لا يكونوا غطاء لحكم إمامي جديد بصيغة جمهورية إسلامية.