بين الموت جوعًا أو الموت قتلاً
مساكين أبناء القوات المسلحة أو الأمن، ظلوا طيلة الأشهر الماضية يعانون الألم المختلط بالأسى والضنك والذل والهوان، يلتمسون الفتات من رواتبهم التي لم تعد تكفي إلا ما يسد به رمق العيش فقط، ومع ذلك ظلوا مقتنعين بهذه الرواتب الزهيدة، ثم قطعت عليهم منذ أكثر من اربعة أشهر، وبعضهم أكثر من ذلك.
أخيرًا شعرت المملكة العربية السعودية أدام الله عزها، فرحمت هؤلاء بالتوجيه بصرف رواتب شهري نوفمبر وديسمبر حتى تتجاوز دولتنا أزمتها المالية الخانقة، ففرح أبناء القوات المسلحة بهذه الإلتفاتة، مع علمهم اليقيني أن زعيم الخراب فى اليمن، سيتربص بهم شر تربّص، فأرسل دواعشه وقواعشه لتنفيذ عمليات انتحارية ضد هؤلاء المحرومين، ومع ذلك ذهبوا، وسيذهبون مرة أخرى، ولن تمنعهم المفخخات من الذهاب أبدًا، ولسان الكثير منهم يقول: نموت بشرف وكرامة، ولا العيش بذل ومهانة، فكل البقالات ومحلات الخضروات أوصدت أبوابها في وجوههم، وقد باعوا كل شيء يمتلكونه، فهان عليهم أن يقتلوا، ويدفنوا بالتراب هروبًا من جحيم العيش.
لم نتفاجأ بالعملية الإنتحارية هذا اليوم 10/12 في معسكر الصولبان، والذي أدى الى استشهاد وجرح العديد من أبنائنا الجنود، ويبدو أن طبخة زعيم الدواعش والقواعش فى اليمن ستستمر، لأنه حريص كل الحرص، أن يميت الشعب اليمني عن بكرة أبيه قبل أن يموت هو، لكن ما نتعجب له هو كيف غاب عن القيادات العسكرية المجرّبة أن هذه اللجان سيتم استهدافها بكل سهولة، وأن تأخذ عبرة بما حصل من مجازر سابقة.
كان الأجدر بلجان الصرف أن تتخذ طريقة أخرى أكثر أمانًا، كتسليم الرواتب عبر محلات الصرافة، أو البريد، أو البنوك التجارية، أو غير ذلك من الطرق الأكثر أمنًا، وهذه الجهات لن تسلّم الرواتب الا بالبطاقة الشخصية، وحري بقياداتنا العسكرية ألّا تجعل مسألة البصمة والتأكيد عليها، أهم من حياة هؤلاء المحرومين، ويمكنها أن توزع إستمارات صرف الراتب للموظفين، ويتم تبصيمهم عليها في مواقع الصرف، مع مندوبين للوحدات العسكرية والأمنية إن أرادوا ذلك، وكل اجراءات التأكيد والتصحيح لها، يمكن أن تتم بعد استقرار الأمور الأمنية.
للأسف أبناؤنا من القوات المسلحة والأمن لا قيمة لهم، وأصبحوا مخيّرين من الحكومة الشرعية، ومن الجمعات الإرهابية العفاشية بين "الموت جوعًا، أو الموت قتلاً"، فهل يمكن لمسؤولي لجنة المرتبات المركزية أن تعيد حساباتها مرة أخرى، لعملية الصرف، أم نجعل دواعش وقواعش عفاش، تفتك بأبنائنا مرة تلو المرة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها