التصدي لفعالية وهمية
تابعت ما تداولته وسائل إعلام محلية عن اعتزام حزب الإصلاح تنظيم مليونية في عدن في ذكرى ثورة فبراير الشبابية السلمية، الأمر المضحك أن مصدر هذه الأخبار هو إعلام الحراك و أنصاره فيما لم يصدر عن حزب الإصلاح ومكونات الثورة الشبابية أي دعوة لإقامة الفعالية.
المهم الجماعة صدقوا الكذبة ونزلوا للشوارع في مدينة كريتر و أنشأوا نقاط للتفتيش، ليفاجأوا بعدم وجود فعالية أصلاً، ولأن الجماعة قد نصبو تلك النقاط للبحث عن أي شيء (شمالي) شعروا بالحرج فقاموا بممارسة بعض ضلالهم القديم في ابتزاز سائقي السيارات في مشهد ثوري قل نظيره!!.
يا هؤلاء تستطيعون ضبط علم او قبعة و أنتم تمارسون التفتيش، لكن التحدي الحقيقي هو التفتيش عن كمية الحقد و الكراهية التي تحمله تلك النفوس التي لا ترى إلا نفسها ولا تسمع سوى صوتها.
وقد تنجحون في تضليل الجمهور بحفلات زار وهمية، وأكاذيب يومية لكن التحدي الكبير يظل فيمن سيواجه جموع الجماهير –المضللة بالوهم – من سيواجهها بالحقيقة ويمتلك جسارة إفهامها حساسية الموقف و تطلبه للصدق والشفافية لا الكذب وبث الإشاعات و ثقافة استغباء الجماهير حسب توصيف الناشط العزيز أنيس آل يعقوب.
إن على أبناء عدن المدينة الحضارية المسالمة يقع مسؤولية التصدي لمثل هذه الممارسات الوافدة والدخيلة على مجتمعنا ومحاولة فرضها بالقوة، إننا لا نستجير من ظالم بأظلم، ولا يبرر المظلوم لنفسه ممارسة الظلم لمجرد مظلوميته،
يقول "جون لوك" في رسالته الموسومة بالتسامح: " أنا اعتقد إن أي إنسان يتصور أنه مهيأ لإنزال العذاب بإنسان آخر بدعوى أنه ينشد خلاص نفسه، فإن مثل هذا الإنسان يبدو غريباً عني وعن أي شخص آخر. ومن المؤكد أنه لا يوجد إنسان يعتقد أن مثل هذا الفعل يصدر عن المحبة أو إرادة الخير".
باختصار أليس من معاني التصالح والتسامح القبول بالرأي الآخر و عدم التخوين لمجرد الخلاف وعدم التماهي مع خطاب معين، فلنجعل من فعالية شباب الثورة إذاً دليلاً على أن الجنوب فعلاً قد تصالح وتسامح لا شعاراً للاستهلاك الإعلامي الذي طالما قد سئمه الشارع المحتقن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها