من المستفيد من دعوات الكفاح المسلح؟؟
تجددت مؤخرا دعوات الكفاح المسلح في الجنوب من قبل بعض قيادات الحراك وهي دعوات كانت قد بدأت تظهر لدى البعض منذ انطلاق الحراك في2007م لكن وكما أعتقد أن نبرة الكفاح المسلح زادت في مطلع 2009م ولازلت أذكر محاضرة قيمة ألقاها السياسي المخضرم أنيس حسن يحيي في مقر الاشتراكي في لحج والذي انتقد فيها مثل هذه الدعوات قائلا :( قلت لحسن باعوم في حالة- الاحتلال كما تقولون - ماذا يجب؟ قال باعوم: الكفاح المسلح. وهنا قلتُ له إننا نخسر وسيتشظى الجنوب كله و لا قيمة للشجاعة دون أفق سياسي !) أقول إن الجميع يدرك أن الحراك الجنوبي بدأ سلميا ومازالت قيادات فصائله المختلفة تصفه بـ( الحراك السلمي ) وإذا خرج عن طورالسلمية فما أثردعوات الكفاح المسلح على مستقبله وعلى القضية الجنوبية برمتها؟ ومن المستفيد من دعوات الكفاح المسلح في هذا التوقيت الذي تشهد فيه البلاد
ترتيبات لعقد المؤتمر الوطني للحوار ؟ لعل الناظر إلى واقع البلاد اليوم يدرك أن مثل هذه الدعوات إنما تصب الزيت على النار وتزيد من تعقيدات الأوضاع ، وتنكأ جراحات مختلفة بل ربما تؤدي إلى الاحتراب من جديد وتعيد مخاوف حرب صيف 1994م وهو ما يدركه السياسيون العقلاء بسب غياب توان القوى واعتبارات أخرى ويغفل عنه أصحاب الدعوات النزقة الذين لا يدركون العواقب ولا تبعات مثل هذه الدعوات ، ثم أن دعوة الكفاح المسلح ستخرج الحراك من سلميته وهو ما سيُفقده التأييد الذي يحظى به من قبل الآخرين .، بل ستتخذ ضده إجراءات وعقوبات من الداخل والخارج وعلى الخصوص من قبل رعاة مبادرة الخليج ربما تضر بمستقبله وتعيده إلى مربع الصفر إن لم تقضي عليه تماما،كما أن الحراك الذي يتبنى القضية الجنوبية وفي حالة انتهاجه الكفاح المسلح سيضر كثيرا بالقضية الجنوبية وسيضع عراقيل عدة أمام حلها حلا يرضي جميع الجنوبيين ، ولعل توقيت تصعيد دعوات الكفاح المسلح كما مر لن يخدم الحراك ولا الجنوب بل ستستفيد منه قوى أخرى خارج إطار الحراك والجنوب ، ومن هذه القوى وأولها الرئيس السابق وأنصاره والذي يسعى لعرقلة الحوار الوطني من خلال إيصال رسالة للرئيس هادي أن معارضته جاءت من الجنوب ، كما أن الرئيس السابق لا يريد أن ينجح الرئيس هادي ولاحكومة الوفاق ولا رعاة مبادرة الخليج في حل القضية الجنوبية التي كان سببها المباشر، كما أن هناك قوى أخرى هي مستفيدة من مآلات دعوات الكفاح المسلح ومن تخلخل أوضاع البلاد وتشظيها مثل جماعة الحوثي والقوى المضادة للثورة السلمية ومن أشخاص يحملون ثارات الماضي المختلفة حتى تنظيم القاعدة هو مستفيد أيضا ، كما أن إيران طرف مستفيد يدعم بكل قوته الحوثيين وفصائل في الحراك ويسعى بأن لا يكون هناك أي نجاح للمبادرة الخليجية في اليمن، إن الخاسر الأول من دعوات الكفاح المسلح هو اليمن والمواطن في الجنوب والشمال والشرق والغرب ، وإن وضع البلاد اليوم لا يتحمل أي دورات عنف قادمة ولا احتراب بيني بين الفرقاء وهو ما يجب أن يعيه كل اليمنيين وأن يحلّوا كلّ قضاياهم من خلال الحوار لا سواه لأن تجارب الماضي عبرا بليغة لكل من يعتبر ودروسا عظيمة للجميع.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها