مقالات
السبت 02 فبراير 2013 07:52 مساءً
عزام وحماقة البعض!
شفيع العبد
إشكالية البعض مع الفهم أصبحت عصية على الفهم. تجليات المشكلة تظهر في صورة ردود أفعال لا تتعدى وجهات نظر، لكنهم يريدون لها أن تكون حقائق ومسلمات غير قابلة للجدال والنقاش. ولتسويق مسلماتهم تلك يتمسكون بأدلة لا تستقيم مع منطق الأمور إلا أنها تجد لها هوى في نفوس مزاج سائد لدى العامة، هو الآخر يندرج في سياق ردة الفعل، والموقف من الآخر.
مؤخراً اصدر محافظ محافظة عدن قراراً بتعيين الدكتور عزام خليفة مديراً عاماً لمكتب الشباب والرياضة بالمحافظة.
عزام لا يحتاج لشهادتي أو شهادة من احد، فلعبة كرة القدم في اليمن إن كان لها لسان لنطقت معلنة شهادتها له، فهو رياضي من الطراز الأول، لاعباً ومدرباً وخبيراً رياضياً مؤهلاً، حاصل على لقب علمي في مجال كرة القدم، كأول يمني يحصل عليه. غير ذلك فقد تدرج في مناصب عدة ترتبط بالساحرة المستديرة، أكان على مستوى النادي أو الاتحاد العام للعبة، وسبق وأن نال الجائزة الأولمبية الدولية عام 2003.
ربما الإخفاق قد رافق عزام في بعض المهام الموكلة له نتيجة للبيئة المصاحبة التي عمل من خلالها، واقصد هنا فترة عمله مع الاتحاد اليمني العام لكرة القدم، لكن هذا لا يعيبه لدرجة يجعلنا معها نستكثر عليه منصب مدير عام، في ظل واقع رياضي يدير شئونه من لا يملكون مؤهله وخبراته.
البعض لم يجد ما ينتقد به قرار تعيين عزام، سوى القول أن الرجل ينتمي للتجمع اليمني للإصلاح، مع يقيني إن الانتماء الحزبي ليس معيباً على الإطلاق، فكل متحزب يفتخر بحزبه، إلا إذا كان شعار هؤلاء "من تحزب لا يحق له تولي منصب عام"، فهذا شيء آخر؟.
لست هنا مدافعاً عن حزب الإصلاح الذي اختلف كثيراً معه في طريقة تعاطيه مع القضايا العامة، ولست مدافعاً عن عزام الذي من حقه يتقلد أي منصب حتى وإن كان إصلاحيا هذا إذا ما سلمنا بأنه ينتمي لهذا الحزب. لكنني مندهش فقط من ردود أفعال البعض، وهي اقل ما توصف بأنه حماقة قد أعيت من يداويها.
عزام، لم يبدأ بالعمل، دعوه يعمل ثم حاسبوه، لكن أن نجعل من تجربة سابقة له معياراً للتعامل معه خلال مسيرته العملية اللاحقة، فهذا شيء غير منطقي وترفضه الفطرة السليمة.
الرياضة العدنية تراجعت كثيراً، على مستوى الأداء الوظيفي والإداري والفني، ساعدوا عزام علكم تسهموا في فتح "كوّة" أمل في ليلها الحالك، أو تفتحوا ثغرة للنوار على جدار ارتسمت على وجهه انكسارات وانتكاسات جمة. وتذكروا أن اليد الواحدة لا تصفق، وانه لا وجود لعصى موسى بيد كائن ما. وعلى عزام يقع دور كبير في فتح قلبه وعقله ومكتبه لكل الخبرات والكوادر الرياضية المجربة بصرف النظر عن توجهاتها وميولها وألوانها، وان يعتمد منهج " ما خاب من استشار".. وكان الله في العون.
شاركنا بتعليقك
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها