مينـاء عدن .. ومن ذا الذي يريد قتلنا ؟!!
بين الفينة والأخرى تتقاطر هدايا الأسلحة على موانئنا دون ان تتوقف أبداً عن تسلسلها الرهيب ، فتارة تأتي باسم البسكويت ، وتارةً أخرى تأخذ لها اسم الحفاظات.. و.. و.. وأشياء كثيرةُ أخرى لا نعرف تحت أي مسمياتٍ تنضوي .. وهنا إذا انحنينا بهذا المنحنى فلن نكتفي بتلاوة هذا الفرمان الإجرامي الكبير ، وإذا ما أفردنا مساحة واسعة لهذا الكم الهائل من الأسئلة العريضة والشاهقة الارتفاع والتي ربما تطرح نفسها في سؤال مفاده :
من يا تراه يكون أبو البسكويت هذا ؟! البسكويت هذه الأيام - ربما – أصبحت مصطلحاً أنيقا يشير إلى الأسلحة ( المؤدبة ) التي لا ترفع صوتها ببنت شفه ( كاتمة الصوت )، والتي تأخذ شكل البسكويت عند دخولها عبر الميناء إلى أرض الوطن ، وهذا البسكويت تعتبر خطيرةً إلى حد ٍما على حياة وأمن البشر ، وربما الأخطر هو أبوها ذلك الذي يُمكننا الاستدلال عليه من أبنائه البسكويت المحترمة والموجودة في حضن الدولة الجبيرة ؛ لأن هذا الأب هو من يزيد العملية السياسية إرباكا ويخلخل الأمن والاستقرار في هذه الفترة العصيبة في شبه الدولة هذه – إن صح التعبير- إن أبناء الدولة قاموا بواجبهم نحو كشف المستور المدسوس خُفية على أكمل وجه ، ولكن مالا نفهمه أبداً هو تواطؤ الدولة ذاتها في التحقيق في هذا الأمر الذي لا يبدو أمرا سهلا بالنسبة لها كدولة هشةٍ تمر بمنعطفات التغيير لهذه الفترة بالتحديد في كشف ( البارونات ) الكبيرة ، والواقفة خلف هذا الحبل السري للتهريب والبؤر الموبوءة به ، والذي على ما يبدو أن له مستقبلاً زاهراً في هذا البلد إذا ضل الحال على ما هو كائن عليه الآن ، وبالتالي يجعلها على كف عفريت وعلى صفيح ساخنٍ من الطخ المزعج أحياناً والبم المفجع في أحايين أُخر،.
وهنا أشير إلى جزئيةٍ مبدئية بسيطة في علم الأشعة عن آلية تنفيذ عملية التفتيش في الميناء عندما تأتي الشاحنات وتمر بالماسح الليزري فإنه لا يستطيع إلا كشف المواد الصلبة التي لا تخترقها الأشعة السينية المجهولة فترسم أشكال الأشياء الغريبة الموجودة داخل الشاحنة ، وهذا ما يسمى في علم الأشعة بالـRadio-opaque)) أي المواد المعتمة التي لا تسمح بمرور الأشعة خلالها ، وهذا يعني انه يمكننا أن نكتشف الأسلحة المهربة و الثقيلة من خلالها ، و من الصعوبة بمكان على أمننا المتواضع جداً أن يكتشف ما يهرب من المواد المخدرة ؛ لأن الأشعة حينها ستمر منها باعتبارها من المواد الشفافة التي تسمح بمرور الأشعة خلالها ، وهذه المواد تسمى بـ (Radio-lucent)ولن تكشف شيئاً ، وحينها كان الله في عون الشباب الذين نعول عليهم في نهضة البلد وبنائه عندما يتحولون أداةً هدمٍ لا لبناء ، وكان الله - أيضا - في عون الحكومة على ضبط الأمن والاستقرار الذي تشجعه آلة الموت المهربة الى هذه الوطن المثخن بقائمة الجراحات الطويلة والتي سيُضاف لها حِملٌ ثقيل وجرحٌ آخر إلى جراحاته الكثيرة ،.
فالدولة تقول أنها تحقق وتتحقق ، ولكن لا نسمع بعد ذلك صدى ولا ندري ما الذي يقطع وصل حِلقة التحقيق إلى نهايته ، ولا ندري ما الذي يُلجِمُها ؟ قد يكون عجزها .. ومن يدري .. ربما ..!! وإذن فلا يجب أن تسمي نفسها دولة ! فالدولة لها أقدامها الراسخة التي لا تسمح بمرور أي شيء من تحت أرجلها وأحياناً برضاها، وفي دهاليزها المظلمة ننتظر المجهول المخيف الذي تحمله الدولة نفسها لأبنائها ، سواء بعدم حماية أبنائها أو بالبسكويت عن مثل هكذا جرائم تهدد الأمن والسلم الاجتماعيين ، وآخرها شحنة الأسلحة هذه التي تحمل في فحواها الكثير من المتفجرات ، وصواريخ مضادات الطائرات المدنية منها والعسكرية ، والملصقات التي تلصق بالسيارات والتي تحمل في فحواها الـ(TNT ) شديدة الانفجار .. كل هذا يُؤذِنُ بمزيدٍ من التدشين لحملة الاغتيالات التي تمت والتي سوف تتم بحضور هكذا أسلحة مرعبة ..
وما نموذج الضابط الحسني عنا ببعيد ، وهو الذي اكتشف الأسلحة التي لا ترفع صوتها كما قلنا ، والذي كوفِئ بالسجن لمدة أربعة أيام على ذمة ما حدث ليأتي الرئيس هادي ويكرمه بـ( وسام الشجاعة ) لم ينتظر الـ(..) كثيراً ليكرموه بعدها بـ( وسام الموت )!! ، وبكل أسفٍ هذا الحدث يقول وإن بشكلٍ غيرِ مباشر : لا تُخلصوا لهذا الوطن الذي يقبر أبناءه المخلصين .. ؛ لأنك ستدفع وحدك ثمن عدم خيانتك الوطن .. نعم وحدك ؛ ولأن هناك في بيت الدولة من لا يقوم بواجبه أبداً تُجاه هؤلاء المخلصين ، أيها المواطن المغلوب على أمره خٌنِ الوطن كي تسلم - على الأقل - بحياتك !! هذا ما يعنيه – وبكل أسف - ما حدث ، شئنا أم أبينا وسيصبح الواجب ذات يومٍ هو أن تسكت - برضاك - عما تراه باطلاً ، أو ستسكت رغماً عنك ولكن هذه المرة إلى الأبد ، وما عليك إلا أن تختار طريقك وبكل حرية ، أن تخون وطنك وتسكت ، أو يخونك الوطن ويسكت..!!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها