رسالة إلى الرئيس هادي!
إلى من كان نائباً 18 عاماً لرئيس كرهته سنين في أكثر مراحل حكمه (1994-2010) انتهاكاً للقانون الدولي وأكثرها ((قومية))، لأنكما قاومتما توسع تدخلات الأمريكيين والسعوديين بقدر استطاعة رئيس استلم السلطة بعد رئيسين اغتيلا ورئيسين رُحِّلا، وهو أقلهم وجاهة وخبرة وسناً، فلم يكن قاضياً ولا ثورياً ولا شيئاً، ولا جامعياً، لكنه صمد (34) عاماً بالصبر والتحدي وإدارته التوافقية مع وضد كل الأطراف!
فخامة الرئيس (هادي)، وإن لم أعترف بالفخامة لأعتى حكام اليمن وأكثرهم دهاء إلا بعد أن رحل، وإن أوجعني- بقصد أو بغير قصد – أخاطبك بأقصى صدق أستطيعه كرجل رئيس انتقالي أعول عليه في أصعب تحولات بلد عظيم بحجم مجلس أمن الدول العظمى أن تكون بحجم هذه المسئولية دون أن تفرط بطرف دون آخر أو بمصلحة مقابل أخرى.. فاليمن على شفا جرف هار إنسانياً واقتصادياً وأمنياً، بفعل قادتها ونخبتها وصراع الدول الكبرى على تقاسم أرضها وموقعها وثرواتها على حساب شعبها ولا ملجأ.
القاعدة وأهم موقع تجاري وأمني في الجنوب، والشقيقة الثرية بالمال والدعم الغربي والفكر الجهادي من الشمال، وإيران تتوسع .. وعمان لا تعرف شرها من خيرها، وخيرهم وشرهم جميعاً من بلد أنت مسئول عنه.
وبغض النظر عن مصالح واستغلال وتغير الجوار والسياسات الدولية تجاهك ومواقف شعبك قبائل وأحزاباً ونخبة، وإن بدوا مصلحيين غير مخلصين على حساب حكامهم ثم يتحولون "ثوار" على حساب حكامهم أيضاً يوم "تنقطع الشعرة" بين قيمهم ومصالحهم، تظل أنت المسئول أخلاقياً وتاريخياً وقانونيا كرئيس لآخر فترة لليمن الموحد وفي أهم تحولاته، وإن اهتزت الأرض تحت قدميك وأصبح انهيار اليمن قراراً شعبياً أو دولياً أو موقفاً عاجزاً منك.
خلاصة الكلام يا أبو ناصر وجلال وابن (منصور) عزك، وذلك بقومك وإن كانوا متمردين وإن كانوا علي محسن وعلي صالح وحميد الأحمر والإصلاح أو الطغمة أو الزمرة، وإن أخطأت فعليك ولهم نصر المقارنة !! وإن غفروا لك أحايين كما غفروا "لصالح" من قبلك، وإن عاقبوك كما عاقبوا صالح بأقل الأخلاق والمزايدة خارجياً!!
يا رئيسنا وملجأنا وعدونا إن خضعت لغير أصلك وملاذك، وإن أرهقتك صراعاتنا لكنها تحت نفوذك فأصلحنا وقوِّمنا كزعيم محلي وليس كمندوب "سامٍ" لمن تتعارض ديانتهم ومصالحهم عما يؤمن به وقومه ودعاء ولعنات ومناهج أحفادك! ووحدك فقط من سيتحمل المسئولية أمام الجميع في الداخل والخارج، وقومك في الأخير وإن كفروا بك أكثر رأفة بك..
وكي لا تنسى، هذه رسالة مَنْ وصَفَها رفيقك "صالح" بحضورك "عميلة أمريكية" لكنها تلوذ بك وبضميرك وقيمك الوطنية الأصيلة من أن تصبح "ساطورا" بيد الغرباء على شعبك وإن أعانوك.. وما أعز الله نبياً ولا رسولاً إلا بقومه وإن كفروا أحياناً!!.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها